طوكيو - رويترز، أ ف ب، يو بي آي – تسربت مستويات منخفضة من الإشعاع المنبعث من محطة فوكوشيما دايتشي التي انفجر أربعة من مفاعلاتها منذ الزلزال الذي ضرب بقوة 9 درجات شمال شرقي اليابان الجمعة الماضي في اتجاه العاصمة طوكيو، ما أدى الى فرار سكان من العاصمة واهتم بعضهم بتخزين إمدادات ضرورية. وهزّ زلزال قوته 6.2 درجات شرق البلاد، فيما أعلنت السلطات أن حصيلة الزلزال وأمواج المد «تسونامي» التي أعقبته وصلت الى 3373 قتيلاً و6746 مفقوداً. وأعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أن رياحاً تحمل مواد إشعاعية فوق المحيط الهادي بعيداً عن اليابان ودول آسيوية أخرى، ما ينذر بأخطر حادث نووي في العالم منذ كارثة تشرنوبل في أوكرانيا عام 1986. وأشارت الى أن أحوال الطقس قد تتغير. وأفادت وكالة أنباء «كيودو» اليابانية بأن «مستويات الإشعاع في مدينة مايباشي التي تبعد مئة كيلومتر شمال طوكيو، وفي مقاطعة تشيبا الأقرب إلى العاصمة أعلى عشر مرات من الطبيعي. كما رصدت مستويات منخفضة للإشعاع في طوكيو، «لكنها لا تمثل مشكلة حالياً بحسب مسؤولين». وفي كلمة وجهها الى الشعب الياباني، أعلن رئيس الوزراء ناوتو كان أن «احتمال تسرب إشعاعات أكبر يتزايد، ونبذل قصارى جهدنا لمنع التسرب من الانتشار. أعرف أن الناس قلقون للغاية، لكنني أطلب التصرف بهدوء ومحاولة الحفاظ على الطاقة»، علماً أن مفاعلين انفجرا في منشأة فوكوشيما، وتحدثت تقارير عن غليان بركة الوقود النووي في المفاعل رقم 4، ما يوحي بأن الأزمة لن تنته قريباً. وقالت الحكومة اليابانية إن «مستويات الإشعاع وصلت إلى 400 ملليسيفرت في الساعة قرب المفاعل رقم 4»، علماً أن التعرض إلى أكثر من مئة ملليسيفرت من الإشعاع في السنة يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان. ثم أعلنت لاحقاً تراجع مستويات الإشعاع. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن الحكومة اليابانية تتخذ الإجراءات الوقائية المناسبة في التعامل مع الأزمة النووية، «خصوصاً بعدما أجلت السكان المقيمين في محيط 20 كيلومتراً من محطة فوكوشيما، ومطالبة آخرين يقيمون في محيط يتراوح بين 20 و30 كيلومتراً بالتزام منازلهم في غرف لا تهوئة فيها. أما المقيمين أبعد من ذلك فهم في خطر أقل من المجاورين للمحطة». وسحبت شركة «طوكيو الكتريك» (تيبكو) التي تشغل محطة فوكوشيما 750 عاملاً وتركت 50 فقط، وفرضت منطقة حظر طيران في مسافة 30 كيلومتراً حول المفاعلات النووية. وعلى رغم الدعوات الى الهدوء، هرع السكان إلى متاجر طوكيو لتخزين الإمدادات. ونفدت بضائع أجهزة الراديو والمصابيح الكهربائية والشموع وأكياس النوم في متجر «دون كيشوت» الكبير المؤلف من عدة طوابق في منطقة روبونجي. ودعا وزير الاستهلاك الياباني رينهو المواطنين الى الكف عن إفراغ المتاجر لتخزين مواد غذائية في منازلهم خوفاً من إلزامهم على ملازمة بيوتهم. وقال إن «مواصلة الضغط على متاجر بيع المواد الغذائية يمكن أن يؤثر على بيع هذه المواد في المناطق المنكوبة»، مؤكداً أن الحكومة «ستراقب حركة الأسعار لتجنب حصول ارتفاع كبير فيها». مخاوف إقليمية وفي إشارة إلى مخاوف إقليمية من الإشعاع، أعلنت الصين إنها ستجلي رعاياها من المناطق الأكثر تضرراً، على رغم أنها لم ترصد مستويات غير عادية للإشعاع. وألغت خطوط الطيران الصينية «اير تشاينا» رحلات جوية إلى طوكيو. ونصحت عدة سفارات في اليابان العاملين فيها ورعاياها بمغادرة المناطق المتضررة. وقطع سياح إجازاتهم القصيرة، وحضت شركات متعددة الجنسيات العاملين فيها على الرحيل أو اعلنت انها ستدرس خططاً للانتقال إلى خارج طوكيو. وانتقد سكان وخبراء ومحللون في وسائل إعلام يابانية إدارة كان وحكومته للكارثة، وفشل شركة «تيبكو» المشغلة لمحطة فوكوشيما في تقديم معلومات كافية عن الحادث. وكشفت وكالة أنباء «كيودو» أن كان نفسه وجه لوماً للشركة، بسبب عدم إبلاغ مكتبه بسرعة كافية عن حصول انفجار، وطالبها بالإبلاغ عما يحدث بدقة، وأمرها بعدم سحب موظفيها من المحطة. وبعد خمسة أيام على وقوع كارثة الزلزال و «التسونامي»، انتشل عمال الإنقاذ رجلاً حياً من بين انقاض مبنى منهار في بلدة ايشيماكي بمقاطعة مياغي، وامرأة في السبعين من العمر في مدينة اوتسوشي في مقاطعة ايواتي، فيما يقول مسؤولون إن 10 آلاف شخص على الأقل قتلوا في الكارثة.