توقع المحلل الاقتصادي عبدالرحمن بن أحمد الجبيري أن تُسفر زيارة خادم الحرمين الشريفين لروسيا اليوم، عن توقيع العديد من الاتفاقات في مختلف المجالات، وخصوصاً المجالات الاقتصادية لتوسيع نطاق التعاملات التجارية والاستثمارية بين البلدين وتطوير التعاون الاقتصادي في مجال النفط والطاقة والغاز والتكنولوجيا بمختلف اتجاهاتها، بما فيها التكنولوجيا النووية وتبادل المعلومات والبتروكيماويات. وقال الجبيري في تصريح ل«الحياة» أمس بأن العلاقات الاقتصادية بين البلدين، «قديمة إلا أنها قد شهدت في العام 2002 انطلاقة أقوى بإنشاء مجلس الأعمال الروسي السعودي الذي استضاف إقامة المعرض الروسي الأول (روسيا والمملكة العربية السعودية.. آفاق مستقبلية جديدة في العام 2010) وما صاحب ذلك من اجتماعات ولقاءات مشتركة». وأكد الجبيري بأن هذه الزيارة ستسهم في رفع التبادل التجاري إلى 10 بلايين دولار حتى العام 2025، وهو ما يوحي بأن استراتيجية المملكة الاقتصادية تعتمد على توسيع نطاق العلاقات الاقتصادية بطموحات واضحة المعالم حددتها رؤية المملكة 2030 ضمن محاورها المختلفة بطموحات الفرص الواعدة، خصوصاً أن المملكة حالياً تحتل المرتبة الثانية بين الدول العربية من حيث حجم التبادل التجاري مع روسيا، وستعزز الزيارة أيضاً التعاون الاستثماري المباشر وخصوصاً صندوقي الاستثمارات المباشرة الروسي والصندوق السيادي السعودي. وحول حجم التبادل التجاري بين البلدين أوضح الجبيري أن هناك تنامياً ملحوظاً، إذ ارتفع من العام 1999 من 332 مليون دولار ليصل إلى بليون دولار في العام 2005، ولذلك هذه الأرقام مرشحة إلى التصاعد إلى أكثر من الضعف في المستقبل بعد أن يتم التوسع في المجال الاستثماري للمشاريع وتطوير مجمل العلاقات الاقتصادية خلال هذه الزيارة. وأكد أن البلدين يتمتعان بثقل اقتصادي كبير، حيث إنهما ضمن الدول ال20 الأكبر اقتصاداً، ولديهم الإمكانات الاقتصادية كافة من الموارد الطبيعية المهمة والمرونة الكافية للاستثمارات، مما سيعظّم الأداء الأمثل وتحقيق المصالح المشتركة وآثارها الإيجابية على متانة الاقتصاد السعودي وارتفاع مؤشرات أدائه. وأضاف: «نحن نعول على الغرف التجارية والصناعية والقطاع الخاص كثيرا بالدفع قدماً بتنمية الصادرات والتنسيق الاستثماري وخدماته ومساهماته، وصياغة برامج فعالة في مختلف المجالات مما سيحقق الكثير من الغايات». وتابع: «بيانات الهيئة العامة للإحصاء تشير إلى أن الصادرات السعودية في العام 2014 واصلت نموها إلى 173 مليون ريال، فيما سجلت الواردات الروسية 6 بلايين، و107 ملايين ريال في العام ذاته، ما يعني أنها تضاعفت ست مرات خلال تسعة أعوام، إضافة إلى ما أعلنته الهيئة العامة للاستثمار من أن إجمالي رصيد الاستثمارات في المملكة وصل إلى 208 بلايين ريال في قطاعات مختلفة، ومنها صناعة الخدمات المالية والتأمين، إضافة إلى أن عدد التراخيص الاستثمارية الروسية في المملكة، وصل إلى 18 مليون دولار منها 15 مليون دولار في قطاع الصناعات التحويلية عبر 22 مشروعاً، وهذه المؤشرات محفزة اقتصادياً لعلاقات واعدة انعكست إيجاباً بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز لروسيا في العام 2015 وعام 2017». ... وتأسيس صندوق بين البلدين ببليون دولار قال الرئيس التنفيذي لصندوق ثروة سيادي روسي أمس (الأربعاء) إن موسكو والرياض، تخططان لتأسيس صندوق بقيمة بليون دولار للاستثمار في مجال التكنولوجيا. وهذا المشروع المشترك هو الأحدث في سلسلة اتفاقات من المنتظر أن يتم توقيعها خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز هذا الأسبوع لروسيا، وهي الأولى التي يقوم بها ملك سعودي. وتشمل الاتفاقات الأخرى تأسيس صندوق قيمته بليون دولار للاستثمار في مشاريع الطاقة واستثمار سعودي في الطرق الخاضعة لرسوم في روسيا، منها طريق جديد يهدف لتخفيف الزحام في موسكو. وقال كيريل ديمترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي خلال مؤتمر صحافي عبر الهاتف إن البلدين سيدرسان مجالات التعاون بينهما وسيسعيان لاستغلال «التكنولوجيات المميزة» لديهما. وأشار إلى تكنولوجيات تحلية المياه وترشيد استخدام الطاقة في مكيفات الهواء كما ألقى الضوء على شركة يانديكس أكبر شركة تكنولوجيا روسية متخصصة في الخدمات والمنتجات المتصلة بالإنترنت. وقال: «يانديكس شركة مهمة لنا لأنها موجودة بالفعل في الشرق الأوسط وتركيا، ولديها محرك بحث تفوق على غوغل كثيراً في السوق الروسية». وأضاف أن الصندوق سيبحث أيضاً الاستثمارات ذات الصلة خارج روسيا والسعودية. واستثمر صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالفعل في رؤية سوفت بنك (صندوق فيجن)، وهو صندوق استثمار مباشر يركز على التكنولوجيا تأسس مع سوفت بنك اليابانية ومستثمرين كبار آخرين.