وصلت ماريلو دانلي، صديقة ستيفن بادوك الذي ارتكب مجزرة قتل 58 شخصاً على الأقل في لاس فيغاس الأحد الماضي، إلى الولاياتالمتحدة، حيث استقبلها عملاء مكتب التحقيقات الفيديرالية (اف بي آي) في مطار لوس أنجليس، ونقلوها من أجل إخضاعها لاستجواب، وسط تقارير عن تحويل بادوك مبلغ مئة ألف دولار أميركي إليها في الفيليبين قبل أيام من الواقعة. ولم يحدد المحققون حتى الآن دوافع تنفيذ بادوك الهجوم الأسوأ في تاريخ الولاياتالمتحدة، كما لم يؤكدوا صحة تبني تنظيم «داعش» العملية. وهم وصفوا دانلي التي تحمل الجنسية الأسترالية بأنها «شخص ذو أهمية» في الملف، على رغم أن تقارير أفادت بأنها موجودة في الفيليبين منذ نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي. وأبلغت شقيقات لدانلي صحيفة «سفن نيوز» الاسترالية أن «دانلي لم تعلم بالرحلة إلى الفيليبين حتى أعطاها بادوك تذكرة السفر لأنه أراد إبعادها من مخططه». وأشاروا إلى أن المبلغ المالي الذي أرسله إليها مثّل تأميناً على حياتها، علماً أن اريك بادوك لم يستبعد إقدام شقيقه على هذه الخطوة «لأنه أحب دانلي كثيراً» منذ أن التقاها لدى عملها مضيفة في كازينو بنيفادا عام 2015. ولدى سؤاله على متن الطائرة الرئاسية عن حقيقة ارتباط بادوك ب «داعش»، أجاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب: «لا أملك أي فكرة، لكن الأكيد أن بادوك كان شخصاً مريضاً ومجنوناً». وأشاد بجهود قوات الامن، معتبراً أن «ما حدث في لاس فيغاس كان معجزة في جوانب عدة». وزاد: «سنتحدث عن قوانين الأسلحة مع مرور الوقت». ويعتبر جمع شخص ما ترسانة من البنادق على غرار ما فعل بادوك، أمراً «سهلاً في الولاياتالمتحدة ولا يلفت الانتباه، إذ يتم شراء غالبية الأسلحة من باعة يحملون رخصاً فيديرالية يجب أن يحققوا في خلفية الزبائن، في حين يقارن «اف بي آي» أسماءهم مع ثلاث قواعد بيانات تضم أسماء مجرمين معروفين. لكن هذه اللوائح تستند إلى تقارير غير مكتملة من الولايات، وهو ما يفسر قتل ديلان روف تسعة أشخاص من السود داخل كنيسة في تشارلستون (كارولاينا الجنوبية) في 17 حزيران (يونيو) 2015، إذ اشترى أسلحة بعد التحقق من خلفيته التي لم تكشف إدانته بجريمة تتعلق بمخدرات. وتشير لورا كوتيليتا، المسؤولة القانونية في مركز مكافحة أعمال العنف بالأسلحة النارية، إلى أن باعة السلاح المرخص الذين يتولون نحو 60 في المئة من إجمالي عمليات البيع يجب أن يبلغوا هيئة الكحول والتبغ والأسلحة النارية خلال 5 أيام عمل لدى بيعهم قطعتين أو أكثر للشخص نفسه. لكن حتى في هذه الحال «ليس أمراً محتماً فتح تحقيق قضائي». في فرنسا، انفجرت دراجة نارية أمام الملحقية العسكرية الأردنية بباريس، من دون أن تلحق أذى بأي شخص، فيما اعتقلت السلطات خمسة أشخاص للاشتباه في علاقتهم بالتونسي أحمد حناشي الذي قتل طعناً بسكين شابتين هما ابنتا عم في مرسيليا (جنوب). واشار وزير الداخلية جيرار كولومب إلى أن حناشي الذي قال «داعش» إنه من انصاره، استخدم هويات مختلفة طوال الأعوام الماضية في فرنسا وإيطاليا، وزعم أحياناً أنه مغربي أو جزائري أو تونسي». وتعتقد السلطات الإيطالية أن حناشي مكث لفترة في بلدة ابريليا قرب روما، على غرار مواطنه انيس العامري الذي ارتكب نهاية العام الماضي مجزرة سوق الميلاد في برلين. وقال موظف في بلدية ابريليا التي تضم عمال زراعة أجانب معظمهم من السيخ، لكن بينهم أيضاً أفارقة ومئات من التوانسة: «تزوج حناشي في البلدة عام 2008، وأقام فيها بين آذار (مارس) 2010 وأيار (مايو) 2015، حين أوقف مرتين بسبب حيازته مخدرات وارتكابه سرقة». ويحاول عناصر جهاز مكافحة الإرهاب منذ الأحد معرفة إذا كان حناشي التقى العامري في ابريليا، وخططا لعمل مشترك، كما يدققون في احتمال معرفة استخدام البلدة تستخدم قاعدة لوجيستية، أو مركزاً لنشر التطرف أو تزوير وثائق.