اتهمت السلطات الإسبانية حكومة كاتالونيا ب «التحريض على التمرد»، معتبرة أنها تدفع سكان الإقليم «نحو هاوية»، والذي شهد أمس استجابة واسعة لإضراب عام دعت إليه منظمات مؤيدة للاستقلال، بعد إصابة مئات خلال محاولة الشرطة منع تنفيذ استفتاء على الانفصال الأحد الماضي. وقال وزير الداخلية خوان ايغناسيو زويدو: «نرى أكثر فأكثر كيف تدفع حكومة كاتالونيا السكان نحو هاوية وتحرّض على التمرد في الشوارع». وأضاف أن الحكومة الإسبانية ستتخذ تدابير لمنع «مضايقات» في حق الشرطة الوطنية. وأرغمت ضغوط مارسها سكان ورؤساء بلديات، عشرات من الشرطيين وعناصر الحرس المدني، الذين أُرسلوا الى الإقليم لمناسبة الاستفتاء، على مغادرة فنادقهم أو مراكز يقيمون فيها، بعد تدخلهم لمنع تنظيم الاستفتاء، مستخدمين هراوات ورصاصاً مطاطياً. وكان رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي تحدث عن فشل الاستفتاء، فيما تعهد رئيس كاتالونيا كارليس بيغديمونت إعلاناً أحادياً للاستقلال، بعد تصويت 90 في المئة من المشاركين في الاستفتاء لمصلحة الانفصال. وأيّد الدعوة الى الإضراب العام، معتبراً أنها «ستلقى تجاوباً كبيراً». وكانت أحزاب ومنظمات مؤيّدة للاستقلال ونقابات محدودة دعت الى الإضراب، تحت شعار «شلّ البلاد» احتجاجاً على «عنف» الشرطة، ثم انضمت اليها نقابات بارزة. لكن أضخم اتحادَين للعمال في إسبانيا أعلنا امتناعهما عن المشاركة في الإضراب العام، ودعيا الى حوار بين الحكومة المركزية وكاتالونيا، ونددا بالدعوة الى الاستقلال وبعنف الشرطة. وأثّر الإضراب في القطاع العام والمواصلات العامة والخدمات الأساسية، اذ بدت محطات مترو الأنفاق المزدحمة عادة في برشلونة، مهجورة مع خفض خدمة القطارات بدرجة كبيرة. كما أغلق محتجون 47 طريقاً وطريقاً سريعاً. وعلى طريق سريع مؤدٍ الى فرنسا، نصب شابان طاولة ولعبا الشطرنج. وفي مناطق أخرى كانت الاستجابة للإضراب متباينة، اذ فتحت متاجر كبرى ومقاه أبوابها، وأغلقتها أخرى. وقالت موظفة في متجر لألعاب الأطفال: «مرّ أحد منظمي الإضراب ليطلب منا غلق المتجر، ولكن من دون تهديد ولا أي شيء. لم أُغلق المتجر لأنه ليس ملكي، وإلا لكنت فعلت للدفاع عن حقوق الإنسان». وأعلنت الشرطة في برشلونة أن حوالى 300 ألف شخص شاركوا في تظاهرات أمس، على وقع هتافات «فلتخرج قوات الاحتلال» و «الشارع سيكون لنا دوماً». وتدفق محتجون نحو مركز المدينة، فيما حلقت مروحية فوقهم. وقال ألفريدو فيدال، وهو مالك مصبغة عمره 68 سنة: «لا يمكن وقف الشباب». وأعلنت ناطقة باسم شركة «سيات» للسيارات أن وحدات التركيب الثلاث في كاتالونيا عملت في شكل عادي، مشيرة الى أن ممثلي النقابات اتفقوا على ترك العمال يقررون «وفق ضمائرهم»، إذا كانوا يرغبون في الانضمام الى الإضراب. وامتنع لاعبو فريق برشلونة لكرة القدم عن التدريب أمس، وكان متجره في محطة القطار «سانتس» الوحيد المُغلق أمس، فيما فتحت المتاجر الأخرى أبوابها.