صعّد شمال السودان وجنوبه من لهجتيهما قبل أربعة أشهر من ميلاد دولة الجنوب، وهددت الخرطوم بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال بادر الجنوب بأي عمل عسكري أو سعى إلى وقف تصدير النفط عبر الشمال قبل تموز (يوليو) المقبل، فيما قال الرئيس عمر البشير إنه على قناعة بأن «العواطف الحقيقية لدى مواطني شطري البلاد ستعيد لحمة وحدة السودان من جديد بصورة طوعية واختيارية». ونفى مستشار الرئيس للشؤون الأمنية الفريق صلاح عبدالله في مؤتمر صحافي أمس أن تكون الخرطوم تسعى إلى إطاحة حكومة الجنوب قبل انفصال الإقليم وإبدالها بحكومة تابعة للشمال. واتهم حكومة الجنوب بأنها «تحاول صرف الأنظار عن مشاكلها الداخلية وتغطية عجزها باتهام الشمال». وقال إن الجنرال المنشق عن حكومة الجنوب جورج اتور الذي قاد حملة عسكرية ضد الجيش الجنوبي، «كان نائباً لرئيس أركان الجيش قبل ان ينشق عليه ويعرف كيف يحصل على الأسلحة وليس في حاجة إلى دعم الشمال». وأضاف في لهجة تحد إن «الشمال لن يقف مكتوف الأيدي في حال شعر بأي خطر عسكري من الجنوب، ولن يسمح للجنوبيين بوقف تصدير النفط عبر الشمال قبل تموز، وفي حال سعوا إلى ذلك سيعتبر تخريباً ولن نسمح بذلك». لكن البشير أكد لدى مخاطبته مجلس شورى حزبه «المؤتمر الوطني» استحالة انقطاع التواصل بين الشمال والجنوب على رغم ما وقع من انفصال جغرافي وسياسي. وأوضح أنه اجتمع مع قيادات حزبه في الجنوب «لا من أجل وداعهم، لكن من أجل التعامل مع واقع جديد يتطلب أن نتعامل معه بواقعية بعد أن أصبح الشمال والجنوب دولتين مستقلتين». وأضاف: «نحن جاهزون لنعوّض ما فقدناه بسبب الانفصال، بالاتفاقات الثنائية التي لن تكون كعلاقة بين أي دولتين في العالم». وأشار إلى أن «العلاقات الاجتماعية والمصاهرة والذكريات والعواطف الموجودة لدى الشمال والجنوب، هي التي ستدفع بهذه العلاقة إلى أن تبنى على أسس جديدة». وخاطب القيادات الجنوبية في حزبه قائلاً: «سنكون معكم وقريبين منكم، ولن نتدخل في شؤونكم لأننا واثقون أنكم قيادات مدربة عملت في الحزب في مفاصله المختلفة وتعرف كيف يبنى الحزب وكيف يتخذ القرار في الحزب وكيف يُدار. ونحن واثقون أنكم الآن مؤهلون تماماً لتمثلوا نواة لحزب حقيقي وقدوة للأحزاب الأخرى ومعلماً لها وحزباً قائداً للوطن في الجنوب». وأعرب عن أمله في «أن يوفق قادة الجنوب في إقامة دولة ديموقراطية آمنة وحرة يكون كل المواطنين فيها سواسية، سواء في الحركة الشعبية أم أي حزب آخر». وأجمع قياديون من قطاع الجنوب في «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم، على الاتجاه إلى إنشاء حزب سياسي جديد وفقاً لمقتضيات العمل السياسي بعد قيام دولة الجنوب الوليدة، ودعوا قيادات الحزب إلى «الانتقال إلى الإقليم للمساهمة في تشكيل الواقع السياسي هناك».