أشاد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في بكين أمس ب «نضج» العلاقات بين الصين والولايات المتحدة. ودعا إلى تهدئة الوضع في شبه الجزيرة الكورية، مشيراً إلى أن واشنطن فتحت «قنوات اتصال» مع بيونغيانغ وتتحرى مدى استعدادها لحوار. أتت تصريحات تيلرسون بعد لقائه الرئيس الصيني شي جينبينغ ومستشار الدولة يانغ جيشي ووزير الخارجية وانغ يي، لمناقشة الأزمة الكورية الشمالية والتحضير لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، إضافة إلى التبادل التجاري بين واشنطنوبكين، والذي سجّل فائضاً لمصلحة العملاق الآسيوي قيمته 347 بليون دولار العام الماضي. وذكّر شي جينبينغ خلال استقباله تيلرسون، بلقائه ترامب مرتين، إحداهما في مقرّ إقامة ترامب في فلوريدا، وبتبادلهما رسائل واتصالات هاتفية. وأضاف: «أقدّر كل هذه الاتصالات. حرص كلانا على إقامة علاقة عمل جيدة وصداقة شخصية، وبذلنا جهوداً لافتة لتطوير العلاقات الصينية- الأميركية، وزيارته الصين تعني فرصة مهمة لأن تشهد علاقاتنا مزيداً من التطور. كما أثق بأن زيارته ستكون خاصة ورائعة وناجحة». وخاطب تيلرسون شي جينبينغ قائلاً إن العلاقات بين واشنطنوبكين «تنمو وتنضج أكثر فأكثر، بفضل قوة العلاقة بينكم وبين الرئيس ترامب»، معرباً عن أمله بأن «نطوّر هذه العلاقات في شكل أكبر خلال القمة المقبلة». وتوترت علاقات الصين بالولايات المتحدة، بعدما انتقدت إدارة ترامب ممارساتها التجارية وطالبتها بممارسة مزيد من الضغط على كوريا الشمالية، لوقف برنامجيها النووي والصاروخي. لكن واشنطن أشادت ب «خطوات هائلة في الاتجاه السليم» اتخذتها بكين، بعدما أمرت الأسبوع الماضي بإغلاق الشركات الكورية الشمالية على أراضيها بحلول كانون الثاني (يناير) المقبل، وأعلنت أنها ستحدّ في شكل كبير من صادراتها النفطية وتحظّر استيراد النسيج من الدولة الستالينية، تطبيقاً لعقوبات فرضها مجلس الأمن بعد تنفيذ كوريا الشمالية تجربة نووية. وقال تيلرسون بعد لقائه شي جينبينغ: «الإجراء الأكثر إلحاحاً الذي نحتاج إليه هو تهدئة الأمور. الوضع برمته محموم قليلاً الآن، وأعتقد بأن الجميع يرغب في أن يهدأ». وحضّ بيونغيانغ على «وقف إطلاق الصواريخ»، معتبراً أن ذلك «يهدئ الأمور كثيراً». وتابع مخاطباً صحافيين: «نحن نختبر، فابقوا مترقبين. نحن نسأل. لدينا خطوط اتصال مع بيونغيانغ. لسنا في وضع ظلامي ولا في تعتيم، لدينا قناتان أو ثلاث قنوات مفتوحة مع بيونغيانغ. يمكننا التحدث معهم، ونحن نفعل ذلك». وكان تيلرسون قال ليانغ جيشي: «رئيسانا طوّرا علاقة منتظمة ووثيقة جداً. أعرف أن الرئيس ترامب يتطلع كثيراً للقمة المرتقبة (مع شي جينبينغ) وكذلك كل شخص ضمن فريقه». وشدد يانغ على أن زيارة ترامب تحمل «أهمية كبرى» للعلاقات الصينية- الأميركية، وزاد: «دعونا نركّز على التعاون وإدارة اختلافاتنا في شكل صحيح وبروح احترام متبادل ومنفعة متبادلة، لنتمكن من إبقاء هذه العلاقات تتقدّم في الاتجاه الصحيح». أما وانغ فأبلغ تيلرسون أن «العلاقات الصينية- الأميركية تتمتع إجمالاً بزخم إيجابي ووصلت إلى فرصة مهمة لمزيد من التقدم». وأشارت وسائل إعلام كورية جنوبية إلى رصد نقل صواريخ كورية شمالية من منشأة للصواريخ في بيونغيانغ. وكان مسؤولون كوريون جنوبيون أبدوا خشيتهم من «استفزازات» أخرى للدولة الستالينية، مع اقتراب الذكرى السنوية لتأسيس حزب العمال الشيوعي الحاكم في 10 الشهر الجاري، أو لدى عقد الصين مؤتمر الحزب الشيوعي الحاكم في 18 منه.