استدعت الولاياتالمتحدة «أكثر من نصف ديبلوماسييها» من سفارتها في هافانا أمس، بعد تعرض عشرات منهم ل «هجمات صوتية غريبة» أثرت سلباً في وضعهم الصحي، كما أفاد مسؤول كبير في وزارة الخارجية. في غضون ذلك، أعلن البيت الأبيض عن جولة آسيوية للرئيس دونالد ترامب في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، تقوده الى الصين وكوريا الجنوبية. وأكد مسؤولون في الخارجية الأميركية أمس، ان واشنطن ستسحب 60 في المئة من العاملين في سفارتها في كوبا بعد هجمات صوتية تضرر منها 21 ديبلوماسياً أميركياً في 2016. كما قررت الإدارة الأميركية تجميد منح تأشيرات اعتيادية في كوبا لأجل غير مسمى ودعوة المواطنين الأميركيين الى تجنب السفر إلى الجزيرة لأسباب متعلقة بتلك الهجمات. وعانى الديبلوماسيون من حالات ترواح بين إصابات دماغية متوسطة وفقدان سمع دائم، إلى أعراض فقدان التوازن وصداع حاد. ونقلت تقارير عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن أمرت كل العاملين غير الأساسيين في كادر سفارتها في هافانا بالمغادرة مع عائلاتهم وسيبقى "كادر للطوارئ" فقط. وأكدت السلطات الأميركية ان تعليق منح التأشيرات في كوبا، سيستمر الى ان تؤكد سلطات الجزيرة ضمان سلامة الديبلوماسيين الأميركيين هناك. وعلى رغم تحريات أجراها مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي والشرطة الكندية والسلطات الكوبية، ما من تفسير كامل الى الآن لهذه الحوادث المستمرة منذ أواخر 2016، ولم يستبعد مسؤول أميركي ضلوع دول ثالثة في الهجوم وخصوصا أن ديبلوماسيين كنديين تعرضوا له. وأعيد افتتاح البعثة الديبلوماسية الأميركية في هافانا، في اطار تطبيع كامل على مستوى التمثيل، في عام 2015، وذلك في أعقاب نحو نصف قرن من العداء بين البلدين. وفي عام 2016 اصبح باراك اوباما أول رئيس أميركي يزور كوبا وهو في الحكم منذ سلفه كالفين كوليدج في عام 1928. وأعلن الرئيس الأميركي في حزيران (يونيو) الماضي، عن خفض جزئي لإجراءات الانفتاح على كوبا التي اتخذها أوباما، لكن ترامب قال إنه لن يغلق السفارة في هافانا. وأكدت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيثر ناورت في التاسع من آب (أغسطس) الماضي، أن واشنطن طلبت في أيار (مايو) من ديبلوماسيين كوبيين في واشنطن مغادرة الجزيرة، رداً على "حوادث" تعرض لها أميركيون يعملون في سفارة بلادهم في هافانا وتسببت بظهور أعراض مرضية عليهم. وأفادت ناورت بأن واشنطن علمت بالأمر في أواخر عام 2016، وأوضحت أنها لا تملك إجابات قاطعة عن سبب ظهور هذه الأعراض المرضية. ومن شأن سحب الديبلوماسيين أن يعيد البرودة إلى العلاقة الكوبية - الأميركية بعد دفء واكب رئاسة أوباما. من جهة أخرى، أكد البيت الأبيض الجمعة في بيان إن ترامب سيسافر إلى اليابان وكوريا الجنوبية والصين وفيتنام والفيليبين في الفترة من الثالث وحتى ال14 من تشرين الثاني المقبل، لحضور قمم إقليمية ومناقشة التجارة والتهديد النووي من كوريا الشمالية. وأضاف البيان أن "تفاعل الرئيس سيقوّي العزم الدولي على التصدي لتهديد كوريا الشمالية وضمان نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية في شكل كامل". وفرض مجلس الأمن عقوبات إضافية على كوريا الشمالية بسبب إجرائها تجربة نووية سادسة هذا الشهر. وكانت واشنطن اتخذت إجراءات اقتصادية عقابية ضد بيونغيانغ من أجل التوصل إلى نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية.