ارتفاعه وموقعه وشكله الخارجي، ذلك كل ما يعرفه بعض المواطنين عن برج محافظة الخرج الواقع شمالاً، في حين لا يعدو في نظر الكثير من المقيمين الأجانب كونه معلماً بوجه جميل ومفاتن سياحية عوراء، اختار المسؤولون عنه وأدها، ليظل أهل المحافظة ومقيموها محرومين من سبر أغوار معلمهم الوحيد، والاستفادة من فحواه سياحياً. وما بين تبني وزارة الزراعة إدارته مند لحظة إنشائه عام 1406ه، وإسناد مهمة الإشراف عليه قبل خمسة أعوام إلى بلدية المحافظة، طرأ تغيير جذري على البرج، من خلال فتح أبوابه، لاستقبال الزوار، وتناول الوجبات في ردهات مطعمه الدوار الفاخر، إلى جانب استغلال قاعة مؤتمراته وصالته الداخلية في عمل الكثير من الدورات وبعض المعارض. وقال بسام المصلوخ (57 عاماً): «على رغم أن البرج تجاوزت مهامه خزن وضخ وحفظ الماء إلى كونه معلماً سياحياً يحفل أعماقه بالكثير من الميزات، إلا أن المكلفين بإدارته لم يكترثوا بإبراز معالمه، حتى بدا كالابن اليتيم الذي لم يحسن ذووه رعايته، إذ تمنيت مند طفولتي أن أتباهى أمام أقراني التابعين لمحافظات أخرى بشرف الدخول إليه، إلا أن مرور السنوات من دون تفعيل الجهات المسؤولة لأدواره جعل أحفادي يكررون أمنيتي نفسها بلا جدوى». وذكر خالد من عمال إحدى شركات الألبان، أن ما يسوءه اقتصار فتح بوابة البرج لفئة معينة من الناس، مثل مسؤولي المؤسسات الحكومية لعقد اجتماعاتهم فيه، ومن لديه واسطة بدعوة أسرته لتناول وجبة الغداء أو العشاء في مطعمه الدوار، أما المواطن البسيط فيرغم على الطواف حوله ويحرم من دخوله بلا سبب يذكر وقال: «لم أجد إجابة شافية أرد بها على زميلي الأجنبي عندما طلب مني اصطحابه إلى البرج والتصوير داخله سوى الاعتذار منه والاكتفاء بتصويره من الخارج». من جهته، أوضح نائب رئيس اللجنة السياحية في الغرفة التجارية الصناعية في المحافظة محمد الإسماعيل، أن البرج من الداخل أشبه بمطار دولي يمتاز بتجهيزات متكاملة، وأنه لم يبرز كمعلم سياحي في الآونة الأخيرة إلا بعد إسناد مهامه للبلدية قبل خمس سنوات. وعن سبب عدم تفعيل مهام البرج والغفلة عن استثماره وعدم السماح للمواطنين بدخوله قال: «أنقل لكم إجابة رئيس البلدية إبراهيم أبو راس بأنه ليس هناك مانع، ولكن أين المستثمرون، البلدية طرحت عروضاً كثيرة على أصحاب المطاعم ورجال الأعمال للاستثمار في البرج، لكن لم يتقدم أحد». وأضاف أنه مع فكرة طرح مناقصات معلنة في وسائل الإعلام والمواقع للفت أنظار المستثمرين تجاه البرج، وأن اللجنة السياحية التي تم اعتمادها العام الماضي تسعى لفتح بوابة البرج على مصراعيها للمواطنين كافة أياً كان عن طريقها أو بجهود البلدية، وأنها تسعى إلى إبراز المحافظة سياحياً، وإعداد دليل سياحي متكامل تتبناه شركة إعلانية كبرى، لافتاً إلى أن لديها أجندة وخططاً سياحية تسعى من خلال اجتماع أعضائها بنائب رئيس الغرفة ونائب رئيس لجنة التنمية السياحية رشيد الخرجي إلى إقرارها وتفعيل بنودها. وأضاف أن هيئة السياحة بصدد افتتاح مكتب سياحي قريباً في المحافظة لتوفير مرشدين سياحيين باللغتين العربية والإنكليزية، وإيجاد حافلات سياحية ولوحات إرشادية للمواقع السياحية والتراثية، إضافة إلى تقديم مختلف الخدمات السياحية التي تحتاجها المحافظة، مشيراً إلى أنه بعد افتتاح المكتب السياحي، سيتم التنسيق مع البلدية لدعم البرج سياحياً. «البلدية» ومسؤولو البرج لا يتجاوبون حاولت «الحياة» الاتصال بمسؤول العلاقات العامة في بلدية المحافظة ومدير البرج مراراً، إلا أنهما لم يردا بأية إجابة. يذكر أن ارتفاع البرج يبلغ 104 أمتار، وتبلغ سعة تخزينه للمياه 800 متر مكعب، أما كلفة إنشائه الإجمالية فبلغت 94 مليون ريال، ويرتفع الدور المخصص للمطعم الدوار 60 متراً عن سطح الأرض، ويدور كل 90 دقيقة، ويحتوي على المطبخ وغرف الخدمات، أما حديقة البرج فتقع على مساحة ألف متر مربع يتوسطها البرج.