تعرف الاختصاصية الاجتماعية بهية الناصر، الانحدار بأنه «السقوط من أعلى إلى أسفل»، لافتة إلى أن «البعد عن الله هو بداية الانحدار الاجتماعي والأخلاقي والسلوكي، الذي يؤدي إلى أمراض نفسية وجسدية»، مؤكدة حدوث «انحدار شديد في الجانب الأخلاقي، في الأعوام الأخيرة». وعددت أنواع الانحدار «الديني، والثقافي، الذي يتمثل في تقبلنا جميع ما يُصدر إلينا من ثقافات، من دون إخضاعها إلى أي ضوابط، إضافة إلى الانحدار القيمي، بعد أن انهار عدد من قيم الخير والإيثار والعطاء، وكذلك الانحدار السلوكي، ومن مظاهره التحرش الجنسي، والعلاقات المحرمة، والإدمان، والشذوذ، والعنف والسرقة». وأرجعت أسباب الانحدار إلى «ضعف الوازع الديني، وعدم تربية الأبناء، وأيضاً غياب رقابة الأهل، والتوجيه، وافتقاد الحوار الفعال، والتفكك الأسري، الذي يوفر بيئة خصبة للضياع، ومنح الحرية بلا حدود، وكذلك الفقر، والجهل، والفراغ، والشعور بظلم المجتمع، وضعف التكافل الاجتماعي، واتساع الفوارق الاجتماعية، وأخيراً الانفتاح الإعلامي والفضائي، والإنترنت، واستعمال هذه الوسائل في شكل سلبي، ما ينتج عنه شخصية غير سوية، نتيجة فقدان الحنان، كما يدفع الابن إلى أصحاب السوء وعالم الجريمة، والمخدرات». وأكدت أهمية «الالتفات إلى تعدد العوامل المؤدية إلى الجريمة، وبخاصة الأخلاقية، بدءاً من الفرد، إلى البيئة، والمجتمع»، داعية إلى اتخاذ خطوات من شأنها الحد من الانحدار، منها «جذب الشباب لأعمال الخير، والإفادة من طاقاتهم، وتكوين مجالس أحياء، تهدف إلى تنمية مواهب الشباب والمراهقين، إضافة إلى إقامة مخيمات كشفية».