على رغم مما تسببت به «الفوضى» التي أحدثها محتسبون من إرباك وخشية أن تفشل الدورة الجديدة، إلا أن المعرض نجح فعلاً، وعلى أكثر من صعيد، وفقاً إلى التقديرات الأولية، وإلى ما أكده غالبية الناشرين، الذين فاق الإقبال على عناوينهم الجديدة ونفاد بعضها حساباتهم. أيضاً بالنسبة للأعداد الكبيرة التي بقيت تتوافد على ساعات المعرض الأخيرة من يوم أمس، على رغم المطر الذي تسلل إلى بعض دور النشر، وأغرق الكتب والمعروضات. وأكد عدد من المثقفين في حديث ل «الحياة» مساء أمس، نجاح المعرض. وقال رئيس المركز العربي للثقافة والإعلام الشاعر عبدالله الخشرمي: «يظل المعرض علامة مميزة في جبين الوعي الوطني وتظاهرة حضارية، لكن شوهها المد «الحسبوي» المتشدد وهذا الانفلات منهم جعل من الضرورة الحتمية معالجة هذه الظاهرة الخطرة على المشهد الثقافي»، مشيراً إلى أن الفعاليات الثقافية المصاحبة لم تحظ بحضور كبير. وأرجأ ذلك إلى الموقع غير المناسب للقاعات. ويرى أنه من الأفضل إعادة تصميم هذه القاعات. ووجه الخشرمي دعوة إلى جميع المثقفين، «أن يلتفوا حول استمرارية المعرض، وألا يتخذوا موقفاً منه برفض المشاركة في المعرض أو المقاطعة لأي سبب من الأسباب». ولفت الروائي أحمد الدويحي إلى أن معرض الرياض «تظاهرة ثقافية كبيرة، وأنا شخصياً منذ 30 عاماً أقوم بزيارة المعارض في جميع العواصم العربية، و لم أجد معرضاً يحقق غايته وأهدافه الإنسانية والثقافية والاجتماعية مثل معرض الرياض»، مشيراً إلى أن هناك قوة شرائية بالنسبة للناشرين، «تعوضهم عن الخسائر بينما للأسف نحن كمجتمع سعودي لم نفهم معنى المعرض، كتظاهرة ثقافية وإنسانية كبرى». فيما أكد الشاعر أحمد التيهاني أن المعرض «مميز بعدد زواره وبالدور المشاركة والكتب الحاضرة والمتنوعة في المجالات والفنون كافة»، مشيراً إلى أن ما أسعده «أننا أصبحنا شعباً يقرأ ولكن الشيء السلبي في المعرض، هو البرنامج الثقافي وما شهده من إلغاء فعاليات واعتذار مشاركين عن المشاركة في الفعاليات الثقافية». وقال الشاعر غرم الله الصقاعي: «يضل معرض الكتاب بوابة معرفة في زمن التقنية ومجتمع الوعي، ويظل أهم التظاهرات في العالم العربي التي يجتمع لها الجميع. ولعل ما حدث في الأيام الأولى من فئات متشددة، أساءت للمعرض. ولكن بعد هدوء الوضع بدأت الأسر السعودية تحضر بقوة وبأعداد كبيرة».