أصدرت محكمة مصرية حكماً جديداً بالسجن المؤبد في حق المرشد العام لجماعة «الإخوان المسلمين» محمد بديع بعدما دانته في أحداث عنف في محافظة بني سويف (جنوبالقاهرة)، فيما جدد وزير الخارجية المصري سامح شكري التزام مصر «الشفافية» في استكمال التحقيقات الجارية في قضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني. وعاقبت محكمة جنايات بني سويف برئاسة القاضي أحمد إبراهيم أمس مرشد «الإخوان» و15 متهماً آخرين من عناصر الإخوان في المحافظة بالسجن المؤبد (25 عاماً)، كما أمرت بالسجن المشدد لمدة 15 عاماً في حق 77 متهماً آخرين، بعدما دانتهم المحكمة «بالتحريض وارتكاب أحداث العنف التي وقعت في بني سويف في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة عام 2013»، كما أمرت بانقضاء الدعوى الجنائية بحق متهم واحد نظراً لوفاته قبل الفصل في الدعوى. ويحق للمتهمين في القضية الطعن على تلك الأحكام أمام محكمة النقض (أعلى سلطة قضائية في مصر)، التي بدورها في حال أيدت تلك الأحكام تصبح نهائية، أما في حال قبلت طعون المتهمين تأمر بإعادة محاكمتهم أمام دائرة قضائية جديدة. وصدر بحق بديع حكم سابق بالسجن المؤبد أيدته محكمة النقض ليصبح نهائياً، فيما أصدرت محاكم مصرية في حقه أحكاماً أخرى تراوحت بين الإعدام في قضيتي اقتحام السجون وأحداث عنف في محافظة المنيا، وأحكام أخرى بالسجن المؤبد في قضايا «رابعة» و «اقتحام قسم شرطة في بورسعيد» و «العنف أمام مسجد الاستقامة» و «أحداث مكتب الإرشاد» و «التخابر»، وكلها أحكام أسقطتها محكمة النقض وأمرت بإعادة محاكمته، كما عاقبته محكمة عسكرية بالسجن 10 سنوات. وكانت النيابة العامة أحالت المتهمين في القضية على محكمة الجنايات بعدما أسندت إليهم ارتكابهم جرائم «الشروع في القتل العمد، وحيازة وإحراز أسلحة نارية وذخائر والتجمهر المخل بالأمن والسلم العامين، واستعراض القوة والتلويح بالعنف والبلطجة، وإضرام النيران عمداً في مبان ومنشآت عامة ومصالح حكومية بعد سرقة محتوياتها (محكمة وديوان قسم شرطة ومكتب للشهر العقاري) وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة». في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية المصري التزام مصر استكمال التحقيقات الجارية في قضية مقتل الطالب الإيطالي ريجيني «بكل شفافية واهتمام». جاء ذلك، خلال استقبال شكري أمس السفير الإيطالي الجديد في القاهرة جامباولو كانتيني، حيث بحث الجانبان «تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي بين القاهرة وروما، بالإضافة إلى التنسيق والتشاور حول تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط ومنطقة المتوسط». واعتبر الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد في بيان، حرص شكري على استقبال السفير الإيطالي في مكتبه «تأكيداً على خصوصية العلاقات المصرية- الإيطالية، والقواسم والمصالح المشتركة التي طالما جمعت بين البلدين». وكانت العلاقات بين القاهرة وروما شهدت توتراً عقب مقتل ريجيني في كانون الثاني (يناير) العام الحالي. ونقل أبو زيد عن السفير الإيطالي «تقدير بلاده العميق للعلاقات مع مصر، وتطلعه لأن تشهد المرحلة المقبلة طفرة في مجالات التعاون بين البلدين في كل المجالات، فضلاً عن زيادة وتيرة وحجم التنسيق في شأن عدد من الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك». واعتبر وزير الخارجية «تعزيز العلاقات المصرية- الإيطالية هدفاً مشتركاً لحكومتي وشعبي البلدين». وأشار إلى أن «سفير إيطاليا الجديد لدى مصر سيجد كل التعاون والترحيب من جانب جميع مؤسسات الدولة المصرية خلال فترة عمله».