عاد أمس الخطر القادم من الحدود الليبية مع مصر إلى واجهة الملف الأمني، إذ أحبطت قوات الجيش محاولة تسلل شحنات أسلحة عبر الحدود الغربية، وأعلن الناطق باسم الجيش المصري في بيان أمس أن مقاتلات مصرية قصفت عشر سيارات دفع رباعي «محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة» بعد تسللها إلى الأراضي المصرية عبر الحدود مع ليبيا. وأوضح أن «معلومات أفادت بتجمع عدد من العناصر الإجرامية واستعدادهم للتسلل داخل مصر باستخدام عدد من سيارات الدفع الرباعي على الاتجاه الاستراتيجي الغربي، ما استدعى تتبع الأهداف المعادية وتأكيد إحداثياتها والتعامل معها من جانب سلاح الطيران». وأشار إلى أن العملية أسفرت عن «استهداف وتدمير 10 سيارات دفع رباعي محملة بكميات من الأسلحة والذخائر والمواد المهربة فيما تقوم القوات بملاحقة وضبط العناصر الإجرامية واتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم»، مشدداً على أن القوات الجوية وعناصر حرس الحدود مستمرة في تنفيذ مهماتهما لحماية حدود الدولة ومنع أي محاولة للتسلل أو اختراق الحدود على كل الاتجاهات الاستراتيجية». وكانت أجهزة الأمن المصرية أوقفت قبل أيام 83 شخصاً حاولوا التسلل إلى ليبيا عبر الحدود، قبل أن تحيلهم على النيابة العسكرية التي فتحت بدورها تحقيقاً مع الموقوفين. وعلى صعيد الوضع الأمني في سيناء قتلت طفلة (5 سنوات) في رفح إثر سقوط قذيفة مجهولة المصدر أمام البناية التي تسكنها. وتواصل قوات الأمن حملاتها لتطويق العناصر الإرهابية في مدينة العريش، وتمكنت في حملات دهم مساء أول من أمس من ضبط 36 عنصراً مطلوباً في قضايا جنائية وإرهابية في المدينة. وفي مؤشر جديد على إحكام قوات الأمن المصرية تطويقها المثلث الملتهب رفح والشيخ زويد والعريش، شمال سيناء، ومحاصرة عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي، تراجعت تحركات عناصر التنظيم إلى وسط سيناء خصوصاً مدينة الحسنة. وكان لافتاً اقتصار عملياتهم على استهداف المدنيين وإتلاف ممتلكاتهم. ووفقاً لمصادر بدوية، استوقف مسلحون صباح أمس عدداً من شاحنات نقل الأسمنت على طريق الحسنة – العريش عقب خروجها من أحد مصانع الأسمنت وسط سيناء، وأضرموا فيها النيران بعدما أجبروا سائقيها على مغادرتها تحت تهديد السلاح، وذلك بدعوى تعاون أصحاب تلك الحافلات مع الجيش، قبل أن يفر المسلحون عبر الدروب الجبلية في وسط سيناء، فيما أغلق الجيش صباح أمس الطريق الدولي القنطرة- العريش وفق مصادر قبلية. بالتزامن مع ذلك، تعمل أجهزة الدولة والمجتمع المدني على دعم سكان شمال سيناء، إذ انطلقت حملة مجتمعية صباح أمس في مدينة رفح لإعادة تأهيل مدارس المدينة التي أرجأت الدراسة فيها مدة الأسبوعين على خلاف مدارس شمال سيناء التي تنتظم فيها الدراسة في شكل طبيعي، وقامت القوى المجتمعية المشاركة في الحملة بالتعاون مع الأجهزة المعنية بتركيب زجاج مضاد للكسر لحماية الأطفال من آثار التفجيرات التي تشهدها المدينة بين الحين والآخر. وكان المجلس القومي للسكان نظم قبل أيام حملة توعوية في مدينة الحسنة وسط سيناء بمشاركة دعاة من الأزهر.