كان لزاماً أن تنصفهم تلك التي أنصفوها، محاربو سيموني، الذين أخلصوا للمجنونة (كرة القدم) خلال عامين، أرهقتهم الضغوط فسقطوا مرة وأخرى وثالثة، لكنهم وحين كان بينهم وبين حلم 20 عاماً حامل لقب وبرغوث وراقص سامبا، حاربوا حتى النفس الأخير لخطف لقب طال انتظارهم له فكان لهم ما أرادوا. تخيل أن برشلونة الذي عانى كل أنواع السقوط هذا الموسم كان قريباً من إسقاط «الأتليتي»، بل وقريباً من تحقيق لقب الدوري في واحد من أسوأ مواسم الفريق الكبير، ذلك الخيال رفضته كرة القدم، ورفضه واقع الأداء وحقيقة التضحيات، ومعادلات الزمان التي عادت لتمنح أنصار الأحمر والأبيض حلم الأعوام ال20، وتعيد إليهم مصافحة لقب الدوري الإسباني لكرة القدم بعد فراق طال. تفاصيل الحكاية كانت مثيرة منذ بدايتها، إذ تلقى أتلتيكو مدريد ضربة موجعة بإصابة هدافه ونجمه الأول دييغو كوستا في ربع الساعة الأولى من عمر المباراة، ليضطر المدرب الأرجنتيني سيموني إلى اسبتداله، ولم تمض دقائق معدودة إلا ولحق النجم التركي أردا توران بزميله بعد إعاقة تعرض لها من لاعب برشلونة فابريغاس، ليحاول «الأتليتي» الثبات على نتيجة التعادل التي تكفيه للظفر باللقب، قبل أن يفسد التشيلي سانشيز كل الحسابات ويسجل هدف التقدم لبرشلونة بعد نصف ساعة من بداية المباراة، وهي النتيجة التي انتهى بها الشوط الأول. ثلاث دقائق مدريدية نارية كانت عنواناً لبداية الشوط الثاني، حتى أتت الأخبار السارة من رأسية المدافع الأوروغوياني دييغو غودين، بعدما طار لكرة هوائية لُعبت من ضربة زاوية، لتتحول بعدها ساحة الميدان إلى ملحمة كروية استمات فيها الفريقان، حتى نجح أبناء سميوني في التحكم بالمواجهة ونتيجتها التي انتهت بالتعادل بهدف لمثله، النتيجة التي تتوج «الروخيبلانكوس» باللقب الأول هذا الموسم، على أمل بأن يتبعه ب«الأغلى» الأسبوع المقبل في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم السبت المقبل.