سجل الفلسطينيون انتصاراً ديبلوماسياً جديداً أمس، في اتجاه الاعتراف بدولتهم، بعد منح منظمة الشرطة الدولية (إنتربول) دولة فلسطين العضوية فيها بعد عامين من الصراع المرير مع النفوذ الإسرائيلي والأميركي في المنظمة الدولية ومعارضة شديدة من تل أبيب. وقدمت فلسطين طلب عضوية الى الشرطة الدولية في 2015، ضمن مجموعة من المنظمات والمعاهدات الدولية، عقب حصولها على مكانة «دولة مراقب» في الجمعية العامة للأمم المتحدة. لكن إسرائيل والولايات المتحدة عارضتا انضمام فلسطين الى هذه المنظمة الدولية، ما أعاق حصولها على العضوية لفترة. وقال مسؤولون فلسطينيون ل «الحياة» إن حصول فلسطين على عضوية هذه المنظمة الدولية «يحمل أهمية سياسية وأمنية كبيرة». وقال عمر عوض الله، رئيس إدارة الأممالمتحدة ومنظماتها المتخصصة في وزارة الخارجية الفلسطينية، إن العضوية في هذه المنظمة الدولية «ستمكننا من ملاحقة أي مجرم في أي مكان في العالم، وضمان محاكمته». وأضاف: «هذا اعتراف بأن فلسطين دولة لها الحقوق والواجبات ذاتها مثل بقية دول العالم». واعتبر الحصول على عضوية هذه المنظمة «خطوة أخرى على طريق الحصول على الاستقلال التام، وهو نصر للديبلوماسية الفلسطينية». وأوضح أن «فلسطين خاضت معركة ديبلوماسية طويلة وصعبة استمرت حتى آخر لحظة مع اسرائيل والولايات المتحدة قبل أن تحصل على عضوية هذه المنظمة الدولية المهمة». وحازت فلسطين على تأييد 75 دولة عضواً في المنظمة فيما عارضت عضويتها 24 دولة. وقال عوض الله إن «إنتربول» وافق على منح فلسطين العضوية بعدما فحص خبراء منها الجهازين الشرطي والقضائي في فلسطين، وتأكدوا من انهما يتبعان أنظمة وقوانين ملائمة لقوانين المنظمة. واعتبر وزير الخارجية رياض المالكي «التصويت الساحق لدعم عضوية فلسطين في منظمة الشرطة الجنائية الدولية انعكاساً للثقة في قدرات فلسطين على إنفاذ القانون والالتزام بالقيم الأساسية للمنظمة». وأضاف: «أن هذا الانتصار تحقق بسبب الموقف المبدئي لمعظم أعضاء إنتربول الذين دافعوا اليوم عن السبب الوجودي لهذه المنظمة ومبادئها الأساسية، حيث رفضوا في شكل واضح محاولات التلاعب والتسلط السياسي». وتابع «اليوم، تغلبت الحقائق والمبادئ على جميع الاعتبارات الأخرى». وأعربت إسرائيل عن عدم الرضا على انضمام فلسطين لعضوية المنظمة. وقالت عضو الكنيست تسيفي ليفني أمس «انه قرار سيء لإسرائيل، وسيء لمواجهة الإرهاب». واعتبر رئيس الوزراء السابق إيهود باراك انضمام فلسطين الى هذه المنظمة الدولية «فشلاً» لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. ونقلت القناة السابعة العبرية عن باراك «هذا فشل آخر لنتانياهو يكشف عن الفجوة بين الخطابات والواقع والذي أدى الى مزيد من الخطر والتهديد على إسرائيل». ورحبت منظمة التعاون الإسلامي بحصول فلسطين على عضوية «إنتربول»، معتبرة القرار إنجازاً سياسياً من شأنه ترسيخ مكانة دولة فلسطين ودورها على الساحة الدولية. وثمن الأمين العام للمنظمة يوسف بن أحمد العثيمين مواقف الدول التي أيدت الحق الفلسطيني، مؤكداً دعم المنظمة مسعى دولة فلسطين، للانضمام إلى المزيد من المعاهدات والمنظمات الدولية.