قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم (الأربعاء) ان جيش الكاميرون قام بترحيل مئة ألف نيجيري على الأقل قسراً منذ مطلع العام 2015، بعدما فروا من عنف جماعة «بوكو حرام» المتشددة، وقام بتعذيب بعضهم. وشددت المنظمة في تقريرها على أن الترحيل القسري يعد «انتهاكاً صارخاً» للقانون الدولي والكاميروني، ويتعارض مع التماسات من الأممالمتحدة ومنظمات إغاثة أخرى. وحذرت المنظمة من أنه قد يزيد من تفاقم إحدى أكبر الأزمات الإنسانية في العالم من خلال إعادة من هم في حاجة ماسة للمساعدات إلى شمال شرقي نيجيريا. وامتنع وزير الإعلام في الكاميرون عن التعليق على التقرير. وتكافح نيجيريا لاستيعاب ملايين الأشخاص الذين يعتمدون على مواد إغاثة طارئة للحصول على الغذاء والمأوى والدواء، ممن سقطوا ضحية للصراع المستمر منذ ثماني سنوات وراح ضحيته ما لا يقل عن 20 ألف شخص. وتقول الأممالمتحدة إن 10.7 مليون شخص يحتاجون للمساعدة في المنطقة ومعظمهم في نيجيريا، لكن هناك آخرين في تشاد والنيجر والكاميرون، وفقاً للأمم المتحدة. واستقى التقرير معلوماته من مقابلات مع طالبي لجوء ولاجئين سابقين. وذكر أن «جيش الكاميرون يفحص في شكل عنيف النيجيريين القادمين حديثاً عند الحدود، ويعرّض بعضهم للتعذيب ولأشكال أخرى من الانتهاكات، ويضعهم في قرى حدودية نائية تنقصها الخدمات». وشدّد على أن «هذه السياسة المتعلقة بمنع الساعين إلى اللجوء من الحصول على حماية، سهلت على جيش الكاميرون ترحيلهم»، مشيراً إلى أنه تم منع مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين من الوصول إليهم، بينما امتنع ناطق باسم المفوضية في العاصمة النيجيرية أبوجا عن التعليق، وكذلك ممثل المفوضية في الكاميرون. ووقّعت الكاميرون على معاهدة في آذار (مارس) الماضي مع نيجيريا ومفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين لضمان أن تكون عودة اللاجئين بمحض إرادتهم، لكن الجماعة الحقوقية قالت ان انتهاكات الكاميرون استمرت. وقالت «هيومن رايتس ووتش» ان جنود الكاميرون عذّبوا وضربوا حتى الموت واعتدوا جنسياً على بعض هؤلاء اللاجئين، وقال أحد الضحايا ان الجنود «كانوا يعاملوننا في شكل مهين كالحيوانات ويضربوننا كأننا عبيد»، وتوفي شقيقه نتيجة نزيف.