يتحدد الطرف الثاني في نهائي كأس ولي العهد مساء اليوم، عندما يلتقي الوحدة والاتفاق على ملعب الأول، وتبدو حظوظ الطرفين متساوية في بلوغ المباراة الختامية، عطفاً على تقارب المستوى الفني، وجاء تأهل أصحاب الأرض على حساب الفيصلي في الدور الأول بركلات الترجيح ثم تغلب على الرائد في ربع النهائي، فيما تأهل الاتفاق عبر بوابة الفتح في دور ال16، ثم أقصى الاتحاد بثلاثة أهداف في مقابل هدف. مباريات خروج المغلوب لها طقوس خاصة ولا تقبل القسمة على اثنين، ولا بد من فائز يواصل المشوار وآخر يكتفي بما حققه ويودع المسابقة، ما يرفع من وتيرة الإثارة والندية، ودائماً ما يحرص المدربون على البحث عن تحقيق الانتصار بغض النظر عن الأداء الفني، ما يجعل الحيطة والحذر العنوان الأبرز لمباريات الكؤوس. الوحدة يتحصن بالأرض والجمهور، سعياً إلى تحقيق الانجاز ببلوغ النهائي بعد غياب أكثر من 50 عاماً، حيث حقق كأس البطولة مرة واحدة في عام 1960، وسعت الإدارة الوحداوية خلال الفترة السابقة إلى تجهيز الفريق نفسياً، إذ جددت عقد المهاجم مهند عسيري واعادته للصفوف الحمراء، كما أن المدرب المصري مختار مختار عمد إلى إراحة العناصر الأساسية في مباريات الدوري الأخيرة من أجل الزج بهم في المباراة الأهم، ولديه أجندة مليئة بالأسماء الشابة إلى جانب بعض عناصر الخبرة، حيث يعتمد في خط المقدمة على الثنائي الشاب مختار فلاتة ومهند عسيري وكلاهما يعرف طريق المرمى جيداً، ومن خلفهما خط وسط بارع بقيادة التونسي يوسف القديوي والمغربي عصام الراقي إلى جانب خبرة أحمد الموسى وخالد الحازمي، فيما يعد خط الدفاع الحلقة الأضعف بتواجد سليمان أميدو وماجد بلال من خلال هفواتهما المتكررة التي صادرت في العديد من المناسبات تفوق الفريق على أرض الميدان. الوحدة متعطش إلى بلوغ النهائي بعد غيبة طويلة جداً عن سماء المباريات الختامية، وجماهيره ستقف خلفه بكل قوة لتحقيق ذلك، كون أنصار الفريق يؤكدون أن الوصول إلى المباراة الختامية بحد ذاته سيكون كفيلاً بعودة أعضاء الشرف الداعمين، وأن الفريق سيعود بعد ذلك إلى المنافسة على جميع البطولات، ويطوي صفحة الاكتفاء بتقديم الصورة المشرفة التي اعتاد عليها الوحدة في الأربعين سنة الاخيرة. وعلى الجهة الأخرى، يدخل الاتفاق بطموحات العودة ببطاقة المباراة الختامية، خصوصاً أنه يتفوق بعامل الخبرة، فالفريق الاتفاقي يملك معظم لاعبيه ثقافة المباريات الحاسمة، حيث وصل قبل ثلاثة مواسم إلى اللقاء الختامي، قبل أن يخسر الرهان أمام الهلال بهدفين من دون رد، والمدرب الروماني ايوان مارين مدرب ذكي ويتعامل مع كل مباراة على حدة، وبات الفريق من أكثر الفرق شراسة وقدرة على تحقيق الفوز بغض النظر عن قوة الخصوم، وغالباً ما يسعى المدرب الروماني إلى الهيمنة على مناطق المناورة، مستفيداً من قتالية رباعي الوسط بوجود البرازيلي لازاروني والأرجنتيني تيجالي وكذلك أحمد مبارك والبرازيلي ماتيوس، فيما يشكل المهاجم يوسف السالم قوة ضاربة في خط المقدمة، حيث يتحرك بكل أناقة في المساحات المتاحة بين دفاعات الخصم. المباراة فرصة حقيقية لكلا الفريقين للوصول إلى المباراة الختامية، والبحث عن لقب غاب سنوات طويلة عن خزائن الناديين، لذا سيكون المدربان في غاية الحرص والحيطة عندما يرسمان مخططاتهما الفنية، كون الفرص قد لا تتكرر إلا بعد سنوات بعيدة جداً.