أكدت الكويت اليوم (الثلثاء) أنها لن تتخلى عن دورها أزاء الأزمة الخليجية وأن جهودها متواصلة لاحتواء «هذا الخلاف المؤسف بين الأشقاء»، في إشارة إلى قطع السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر في حزيران (يونيو) الماضي لدعمها الارهاب وتمويله. موقف الكويت التي يقود أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح مبادرة لرأب الصدع الخليجي، جاء على لسان نائب وزير الخارجية الكويتي خالد الجارالله مساء أمس (الاثنين) على هامش احتفال نظمته السفارة السعودية في الكويت بمناسبة العيد الوطني ال87، ونشرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم. وقال الجار الله: «الكويت لن تتخلى عن دورها إزاء الازمة الخليجية وتطلعها إلى موقف خليجي موحد. الكويت في كل مناسبة تعلن عن مواصلة جهودها لاحتواء هذا الخلاف المؤسف بين الأشقاء، وستستمر إلى أن ترى هذا الخلاف قد طويت صفحته». وأضاف: «ثقتنا كبيرة جداً في أشقائنا في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر، بأن يتجاوزوا هذا الخلاف وأن يبدأوا بفتح صفحة جديدة للعلاقات ما يمكنهم من التفرغ لمواجهة تحديات عدة ومتصاعدة في هذه المرحلة». وتابع: «نحن لم نفقد الأمل ودائماً متفائلون بالوصول إلى ما يعزز لحمة الموقف الخليجي ووحدته وصلابته»، مؤكداً أن الوساطة الكويتية «لم تفشل وهناك محاولات واجتهادات من الولاياتالمتحدة ورئيسها دونالد ترامب لنرى حلاً سريعاً لهذه الأزمة». وعن الدعم الذي حظيت به وساطة الكويت، قال الجارالله: «الوساطة حظيت بدعم وتأييد دوليين وغير مسبوقين نتيجة مصداقية السياسة الخارجية الكويتية وللمكانة المرموقة لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح»، مشيراً إلى أن هذه الوساطة «أصبحت استحقاقاً دولياً وليس كويتياً». ودعا الجار الله الى التهدئة الاعلامية بشأن الأزمة الخليجية، معرباً عن التطلع الى «أن نرى إعلاماً متزناً وواقعياً وذا مصداقية ولدينا كل الثقة بإعلامنا للوصول إلى هذه المرحلة وأن يحقق لنا هذا الطموح والأمل». وعن وجود معوقات تحول دون استضافة الكويت للقمة الخليجية في كانون الأول (ديسمبر) المقبل في ضوء الأزمة الحالية أجاب الجارالله: «نحن نتمنى أن يأتي الوقت المحدد للقمة وأن تنعقد في وقتها، ونمل بأن يلتئم الموقف الخليجي وأن نتمكن من رأب الصدع في هذا الموقف ونحن متفائلون بأن يتحقق هذا الشيء». وعن تغريدات مسيئة للكويت وقياداتها ورموزها، قال: «لا نقبلها ونرفضها تماماً ونحن نراقب ونتابع هذه التغريدات». وأضاف: «نسعى إلى اتخاذ ما يلزم لردع مثل هذه التغريدات فمثل هؤلاء الأشخاص يسيئون إلى دولة الكويت وسمعتها ومكانتها». وأعرب نائب وزير الخارجية عن الاعتزاز بالعلاقة «الحميمة والمتميزة بين المملكة العربية السعودية والكويت»، مؤكداً «أهمية مواصلة مسيرة مجلس التعاون الخليجي برعاية واهتمام المملكة وجميع دول المجلس». وأضاف: «لا يمكن أي كويتي إلا أن يتذكر الموقف التاريخي المشرف للمملكة عندما احتضنت أبناء الكويت وفتحت سماءها وأرضها وبحرها وفتحت قلوبها قبل أي شيء آخر لدعم وتحرير الكويت»، معتبراً أن موقف المملكة «خالد ولا يمكن لأي كويتي منصف أن ينساه أو يتجاهله». ورأى أن «هذا اليوم الوطني في الواقع ليس حصراً لأبناء المملكة ولكن هو يوم لكل أبناء الخليج»، متمنياً للمملكة العربية السعودية كل التقدم والاستقرار والازدهار في كل المجالات، ومشيراً إلى أنها من الدول ال20 الرائدة والقائدة للاقتصاد العالمي وتحقق لها العديد من الإنجازات ولا تزال بفضل القيادة الحكيمة والرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.