«لعنة الأرض» رواية أولى للمخرج الصحافي والمصمّم اللبناني جورج أبو زيد، صدرت حديثاً (نشر خاص) وتتميز بخوضها مجالاً روائياً لا يزال غريباً عن الرواية العربية وهو «الخيال العلمي». وكتب الناقد والأكاديمي جورج طراد كلمة على غلاف الرواية مقدماً إياها للقارئ، وجاء فيها: رواية «لعنة الأرض الخفية» للكاتب جورج أبو زيد هي لعنةٌ مباركةٌ في مكانٍ ما! يكفيها أنها تؤشر الى ولادة روائي ناضج من طينة تختلف نوعياً عن تلك السائدة في نصنا الروائي العربي، ليس فقط على مستوى اختيار الموضوع، ولكن خصوصاً لجهة المقاربة والحبكة والدلالات جميعاً. ففيها اعتماد شامل على الخيال العلمي، وهذا غير مألوف كثيراً في أدبنا الروائي. وفيها توظيف ذكي للشخصيات وللأحداث وللنبض الطالع من الأرض والإنسان ومن الارتباك المقدس بينهما. والنفس الملحمي الذي عُجنت بمائه يكسبها أبعاداً مشهدية بالغة الغنى، ندُر أن نقع على مثل لها إلا في الأعمال السينمائية الكبرى التي تبقى عالقة في الذاكرة. لذا فإن لغتها المشهدية تطغى على لغتها النصية بشكل لافت. بهذا المعنى أنت تقرأ في لغة الكلام دلالات تصويرية تضج بالحركة وباللون، وأحياناً بالأحاسيس المتنوعة. هل فكر جورج أبو زيد، حين كتب «لعنة الأرض الخفية»، بالصورة أو بالعبارة؟ لا يهم. فالنتيجة تدل على أن النص شريط مكتمل المواصفات التصويرية، مع حشد كبير للمؤثرات الصوتية والبصرية. وهذا، من دون شك، أساسٌ في أي شريط سينمائي يشرب من نبع الخيال العلمي ويصبّ فيه في آن. يقيننا أن ما فعله جورج أبو زيد في «لعنة الأرض الخفية» لا يجب أن يكون عابراً. ذلك أن له ما بعده بالتأكيد بحيث لا تكتمل المتعة بالقراءة التقليدية فحسب وإنما بالتصوير المشهدي الذي لا بد منه. والقارئ سيكتشف ذلك دفعة واحدة لأنه ليس باستطاعته إذا ما باشر القراءة أن يتوقف إلا عند نقطة النهاية. حتى هنا، فإنّ رواية أخرى، خاصة به، ستكرّ في رأسه، شريطاً مصوراً بالغ الاكتناز والغنى!».