أكد مسرحيون أن المسرح السعودي يحفر في الصخر وفي الماء والهواء. وركز المسرحي محمد العثيم، في ندوة «المسرح السعودي»، التي أقيمت مساء الثلثاء، وأدارها كل من سامي الجمعان ونورة القحطاني، على مفهومي «المسرحاتية» و«الطقس المسرحي»، مؤكداً «الحاجة الحقيقية لخلق الطقس من خلال التراث والتجديد، ومن خلال إضفاء التقنيات»، لافتاً إلى «أننا لم نصنع بعد هويتنا المسرحية». من جهتها، عددت اللبنانية وطفاء حمداوي، في ورقتها، بعضاً من إشكالات المسرح، مبتدئة بالخصوصية «التي تكتنف عمل المسرح في العالم العربي»، مؤكدة أن لكل بلد خصوصيته. وأشارت إلى أنها اطلعت على نصوص مسرحية سعودية كثيرة، وركزت في دراستها على نشأتها وأنماطها وتمأسسها وجمهورها وما إذا كانت للمسرح السعودي هوية. وتساءلت: هل يعي المسؤولون في وزارة الثقافة وفي الرئاسة العامة لرعاية الشباب الشروط الفنية والعلمية، وكيف تعامل هذه المؤسسات المسرح؟ وأشارت إلى أنها لاحظت تثاقفاً بين التراث والتحديث في النصوص السعودية، «وهو ما نتج منه تعدد مستويات للتأويل»، مضيفة أنها «نصوص تحمل رؤية سوداء ولم تشتهر بخصوصية درامية، وانقسمت بين الجديد والقديم»، وتمنت في ختام ورقتها «ألا يطول غياب المرأة عن المسرح السعودي كحضور مسرحي». وركزت ورقة فهد ردة الحارثي على الموقف الرسمي من المسرح، مؤكدة ما يشبه الحالة المائعة بين الرفض والقبول. ووقف الحارثي على دور بعض الجهات ممثلة في وزارة التربية والتعليم في ما يخص المسرح المدرسي، وعلى وزارة التعليم العالي في ما يتعلق بالمسرح الجامعي، والرئاسة العامة لرعاية الشباب قبل أن تنضم جمعياتها الفنية لوزارة الثقافة. وأكد نايف البقمي في ورقته «وجود فجوة بين المثقف والمسرح»، قبل أن يقدم نبذة تاريخية، معدداً بعض الشخصيات المهمة في تاريخ المسرح السعودي، مطالباً «بضرورة عمل خطط منهجية لتطوير المسرح، وإنشاء معاهد تعليم، وإدخال المسرح في التعليم، مع عمل كرسي دراسي في الجامعات، وابتعاث الكفاءات فيه للخارج».