عرض «الحرس الثوري» الإيراني في طهران أمس، منظومة «أس - 300» الصاروخية الروسية الصنع للدفاع الجوي، فيما شنّ رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني هجوماً عنيفاً على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، معتبراً أنه «متخلّف عن أحداث العالم بنصف قرن». أتى ذلك بعد ساعات على تنديد ترامب بإعلان طهران اختباراً «ناجحاً» لصاروخ جديد من طراز «خرمشهر»، يبلغ مداه 2000 كيلومتر ويمكن تزويده رؤوساً عدة. وكتب على موقع «تويتر»: «إيران اختبرت صاروخاً باليستياً يطاول إسرائيل. إنهم يعملون أيضاً مع كوريا الشمالية. فعلياً ليس هناك اتفاق» نووي مُبرم بين طهران والدول الست. وأعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن «قلق بالغ»، وحضّ إيران على «وقف تصرّفاتها الاستفزازية»، فيما أعلنت فرنسا أنها ستناقش مع شركائها «سبل وقف نشاط إيران المزعزع للاستقرار في الصواريخ الباليستية». وعقدت الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة اجتماعاً أمس، بثّت الإذاعة العبرية أنه تطرّق إلى اختبار الصاروخ «خرمشهر»، والذي رأى فيه وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان «تحدياً استفزازياً ومشاكساً للولايات المتحدة وحليفاتها، بينها إسرائيل، ودليلاً إضافياً على طموح إيران لتصبح دولة عظمى دولياً». ونبّه إلى أن ذلك يشكّل «تهديداً لكل دول العالم الحرّ، لا دول الشرق الأوسط وحدها»، وزاد: «لنتخيّل ماذا يمكن أن يحدث لو حصلت إيران على سلاح نووي، تتطلّع إلى امتلاكه. يجب ألا يحصل ذلك». في طهران، نظم «الحرس الثوري» معرضاً لمعدات عسكرية في ساحة «بهارستان» قرب مقرّ البرلمان، عرض خلاله منظومة «أس - 300» علناً للمرة الأولى، وصاروخَي «سجيل» و «قدر». وعلّق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على تصريحات ترامب، داعياً إياه إلى أن «يحتفظ بقراراته في قلبه»، ومعتبراً أن الموقف الذي سيتخذه الرئيس الأميركي من الاتفاق النووي منتصف الشهر المقبل هو «مجرد إجراء داخلي». وشدد على أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي «المرجع الوحيد لتقويم تطبيق الاتفاق»، لافتاً إلى أن لدى طهران «خيارات كثيرة» إذا اعتبر ترامب أنها لا تلتزم الاتفاق، بينها «الخروج منه واستئناف نشاطاتها، وبوتيرة أسرع، في برنامجها النووي السلمي». وأضاف: «آمل بأن تجدّد الولاياتالمتحدة نظرتها وبأن تثبت للعالم أنها شريك يمكن الوثوق به». أما لاريجاني فشكر للرئيس الإيراني حسن روحاني ردّه على الخطاب «الفارغ والحافل بأكاذيب» الذي ألقاه ترامب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وزاد: «سيد ترامب عليك أن تعلم أن إيران تمكّنت بصمودها، منذ نحو 40 سنة، من إسقاط الحكومة العميلة لكم وإبدالها بحكومة ديموقراطية، ولذلك يبدو أنك متخلّف عن أحداث العالم بنصف قرن». واعتبر أن الرئيس الأميركي «لم يفهم بعد أن العالم تغيّر كثيراً وأن الشعوب استيقظت وأدركت أن إيران حقّقت أهدافها الثورية». وتابع: «البلد الذي كان سيء السمعة، لكونه شرطي المنطقة، بات يفخر بشعبه الذي لديه تطلعات تحررية كثيرة. لدى الشعوب الإسلامية نضج سياسي الآن، لا يمكن أن يتأثر بالتفاهات التي يتلفّظ بها شخص مثل الرئيس الأميركي». وزاد: «عكس ما طرحه الرئيس الأميركي بخبث، نتعايش في شكل سلمي ومفعم بالاحترام المتبادل مع جيراننا، وهذا ما يُعدّ ضمن مبادئ سياستنا الخارجية. وأن تكون لدينا خلافات في الرأي في شأن ملفات، أمر طبيعي أيضاً، لكن ذلك لا يمنع تعايشاً سلمياً بيننا». واعتبر الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية للمرشد علي خامنئي، أن ترامب «ذو شخصية غير متزنة»، مرجّحاً «ألا يتحمّله الشعب الأميركي لأربع سنوات» هي مدة ولايته.