ستراسبورغ - أ ف ب - هاجمت الرئاسة التشيخية للاتحاد الأوروبي، الخطط الأميركية لإنفاق ترليونات الدولارات للخروج من الأزمة المالية، ووصفتها بأنها «طريق إلى الجحيم»، قبل ان تقلل من أهمية هذا التصريح لتفادي أزمة سياسية. وخاطب رئيس الوزراء التشيخي المنتهية ولايته ميرك توبولانيك، النواب في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ قائلاً ان «الولاياتالمتحدة ليست على المسار الصحيح»، بخططها الباهظة الهادفة إلى النهوض بأكبر الاقتصادات في العالم. وأضاف: «الجمع بين هذه الخطوات واستمرارها، طريق يقود إلى الجحيم. نحن في حاجة الى قراءة كتب التاريخ». وذكر توبولانيك ان «وزير الخزانة الأميركي تيموثي غايتنر تحدث عن تحرك دائم، وهذا أقلقنا»، وانه «تحدث عن حملة حفز في الولاياتالمتحدة، لكني لا اعتقد ان حلاً دائماً كهذا هو حل حقيقي (..) النجاح الأكبر (للقمة الأوروبية الأخيرة كان) رفض الانزلاق في هذا المسار». وأكد ان «الولاياتالمتحدة ستحتاج إلى الأموال لتمويل التدابير التي تعتزم اتخاذها وسيكون عليها بيع سندات». متسائلاً عما إذا كان هذا الأمر «سيعيد الاستقرار إلى الأسواق». فوندرا لكن نائب رئيس الوزراء التشيخي ألكسندر فوندرا حرص لاحقاً على التقليل من أهمية التصريح، نافياً أمام الصحافيين خلال مؤتمر صحافي في البرلمان، ان يكون توبولانيك ذكر كلمة «الجحيم». لكن التسجيل يؤكد انه قال ذلك. ويلقي التصريح بظلال على العلاقات الاقتصادية بين أوروبا والولاياتالمتحدة، قبل أيام من قمة مجموعة العشرين في لندن، التي سيناقش خلالها أبرز قادة العالم الأزمة العالمية. كما يأتي قبل قمة بين قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الأميركي باراك أوباما في براغ. وكان يفترض ان تكون فرصة استضافة أوباما تتويجاً للرئاسة التشيخية للاتحاد الأوروبي، التي أوهنها انهيار حكومة براغ جراء نزع البرلمان الثقة عنها مطلع الأسبوع الجاري. وأعلن البيت الأبيض ان أوباما لن يؤجل زيارته براغ في 4 و5 نيسان (أبريل) المقبل، على رغم الأزمة السياسية الداخلية. وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي مايك هامر في واشنطن، ان أوباما «يعتبر أول لقاء له مع الاتحاد الأوروبي فرصة مهمة لمناقشة التعاون عبر الأطلسي حول جملة من المسائل». ورفض القادة الأوروبيون الدعوات التي وجهت إليهم، لإنفاق مزيد من المال لإنعاش اقتصاداتهم، من المسؤولين الأميركيين، ومن صندوق النقد الدولي ومن شعوبهم. وتنفق واشنطن ترليونات الدولارات لدعم نظامها المصرفي وحفز النمو، وإنقاذ الاقتصاد من اخطر انكماش يشهده منذ عقود. في المقابل التزمت الدول السبع والعشرون الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تطبيق تدابير محفزة خلال هذا العام وفي 2010، بقيمة 400 بليون يورو تعادل 3.3 من إجمالي الناتج الداخلي للاتحاد.