أعلن وزير الطاقة التركي تانر يلديز أن المسعفين سحبوا جثتي آخر عاملين من عمق منجم سوما، ما يرفع الحصيلة النهائية لهذه الكارثة الى 301 قتيل. وصرح يلديز للصحافيين ان "مهمة الانقاذ تم تنفيذها حتى النهاية. لم يعد هناك اي عامل داخل منجم" سوما بغرب تركيا، على ان يعقد في وقت لاحق مؤتمرا صحافيا. واندلع حريق جديد صباح السبت في المنجم المنهار ادى الى تاخير عملية سحب جثث الضحايا. واثارت كارثة منجم سوما استياء عارما في كل انحاء تركيا منذ الثلاثاء ترجم تظاهرات مناهضة لرئيس الوزراء الاسلامي رجب طيب اردوغان الذي اتهم باهمال سلامة عمال المناجم وتجاهل مصيرهم. وكان الوزير التركي قلب في وقت سابق إن حريقاً شب السبت في جزء من المنجم الذي شهد حريقاً منذ أيام، ما أعاق جهود البحث عن ثلاثة عمّال يعتقد أنهم ما زالوا محاصرين داخل المنجم. وأضاف الوزير في حديثه إلى الصحافيين أن جثث 15 عاملا انتشلت الليلة الماضية، ليرتفع عدد القتلى إلى 299 وأن ثلاثة عمال ما زالوا في المنجم. ومن غير المرجح أن يكون العمال الثلاثة على قيد الحياة بعد أربعة أيام من اندلاع الحريق الأوّل الذي أدى إلى انبعاث غاز أول أكسيد الكربون المميت في أنحاء المنجم. وقال يلدز "إنه حريق محدود لكنه مهم ويجب أن نضعه في الاعتبار"، مضيفاً "لا يمكننا فعل شيء للعمال الثلاثة الذين يعتقد أنهم ما زالوا في الداخل إلى حين السيطرة على الحريق." وعم الغضب تركيا مع تكشف حجم الكارثة، واستهدفت احتجاجات مالكي المناجم واتهمتهم بتجاهل اعتبارات السلامة لتحقيق الربح، كما وجهت انتقادات لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لصلتها الوثيقة مع شركات التعدين، ومندّدة برد فعلها على الكارثة الذي "لم ينمّ عن التعاطف". وزاد الإحباط في سوما أمس الجمعة عندما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق آلاف المحتجين. وذكرت صحيفة "حرّيات" أن محتجين اشتبكوا أثناء الليل مع الشرطة في ميناء إزمير غرب تركيا، وأقام بعضهم حواجز متنقلة ورشقوا الشرطة بالحجارة وأطلقوا الألعاب النارية، كما شهدت مدينة اسطنبول احتجاجات مناهضة للحكومة.