دعا الرئيس اللبناني ميشال سليمان اليوم السبت خلال احتفال مصالحة بين الدروز والمسيحيين في بلدة بريح في جبل لبنان الى العمل على تطبيق اتفاق الطائف والحفاظ على الإنجازات الوطنية ووضع استراتيجية للدفاع الوطني. وأكّد سليمان في كلمته أمام الحضور الذي تقدّمه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والوزير وليد جنبلاط أهمية "التمسك بإعلان بعبدا وتطبيقه كإطار وطني لتحييد لبنان عن المحاور الإقليمية"، مضيفاً "ان الدولة بجيشها الواحد هي وحدها القادرة على حماية الوطن ومنع الفيتوات الطائفية"، مشدّداً في هذا المجال على "ضرورة التوصّل إلى اتفاق حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع". ودعا الرئيس اللبناني الى "تنفيذ القرارات التي اتّخذها الحوار الوطني وتطبيق اتفاق الطائف مع المحافظة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في المجلس النيابي اللبناني". من جهته، شدّد البطريرك الراعي على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 الجاري "يتميز بالمصداقية وبتاريخه الحافل بالجمع بين المتباعدين"، داعيا الى "مصالحة سياسية بين فريقي ال 14 من آذار (مارس) والثامن من آذار (مارس) في عهد رئيس جديد للجمهورية، تنتهي معه حرب المصالح الخاصة والشخصية". من ناحيته، أكّد جنبلاط في كلمته "نختتم الجرح الأخير والأليم وحرب الآخرين على أرضنا ونقفل صفحة سوداء بين أفراد العائلة الواحدة في بلدة بريح"، مضيفاً "نفتتح صحفة جديدة من العيش المشترك المبني على الاحترام وطي صفحة الماضي لما تحملة من مآسٍ وأحقاد". وقال "لم نتمكن من ترجمة إعلان بعبدا عمليا بسبب الظروف الداخلية والإقليمية"وشدّد على أن "خيار الوسطية والاعتدال والحوار يثبت صوابيته ويكرّس نهج الدولة". يذكر ان بلدة بريح وسكّانها من المسيحيين والدروز، شهدت مذابح وأحداثا قاسية خلال ما يُعرف ب"حرب الجبل" التي استمرّت من العام 1982 إلى العام 1985 وساهمت في تأجيجها قوّات الاحتلال الإسرائيلي أثناء اجتياحها للبنان.