سؤال كبير يلفّ قلعة تشلسي، لماذا كان كارلو انشيلوتي على رأس لائحة المدربين الذين اراد الفريق التعاقد معهم ليقود الفريق بعد رحيل الهولندي غوس هيدينك؟ والجواب ظاهر وسهل لأن الأخير حقق ألقاباً كبيرة مع ميلان على مدار سنواته الثمانية التي قضاها على رأس جهازه الفني. مالك الفريق اللندني الملياردير الروسي رومان ابراموفيتش اشترى النادي قبل 6 سنوات ومن الوهلة الأولى اراد الفوز بلقب دوري ابطال اوروبا، لكنه كان يخرج بخفي حنين دائماً، فخلال 5 سنوات لعب «البلوز» 4 مرات في دور نصف النهائي ووصل مرة واحدة الى المباراة النهائية العام الماضي، وخسرها بطريقة دراماتيكية على يد مانشستر يونايتد بعدما أهدر قائده جون تيري واحدة كانت كفيلة بتجيير الفوز لفريقه للمرة الأولى في تاريخه. احتلال المركز الثالث في الدوري والفوز بكأس انكلترا يعتبر نتيجة مخيبة لتشلسي، ويبدو ان اقترابهم الكبير من لقب دوري ابطال اوروبا على مدار السنوات الخمسة الاخيرة جعلهم يفكرون بالإيطالي كارلو انشيلوتي الذي أحرز اللقب مرتين على حساب يوفنتوس بركلات الترجيح عام 2003 على استاد (اولد ترافورد) في مدينة مانشستر الإنكليزية بعد التعادل من دون اهداف وبعد 4 سنوات في العاصمة اليونانية اثينا، فازعلى حساب ليفربول الإنكليزي (2-1) عام 2007، وهو خسر نهائي عام 2005 امام ليفربول نفسه بركلات الترجيح في اثينا بعدما تقدم فريقه في الشوط الاول بثلاثية نظيفة ليعود الفريق الإنكليزي ويقلب الطاولة عليه وعلى فريقه في الشوط الثاني. ونجاحات انشيلوتي الأوروبية ستكون ذخيرته في تشلسي، فهو مدرب خبير ومجرب في التعامل مع اللاعبين النجوم كما أنه رجل جيد وقارئ اكثر من ممتاز للمباريات ويقارنه الكثيرون بشخصية ارسين فينغر مدرب ارسنال واسلوبه، خصوصاً بقدرة فريقه على لعب الكرة السهلة وبشغف، وهو ما يبحث عنه ابراموفيتش منذ ان رحل البرتغالي خوسيه مورينيو عن تدريب الفريق. منذ ان حط مورينيو في إيطاليا الصيف الماضي لتدريب انترميلان بدأ ألاعيبه وأساليبه لكن انشيلوتي ليس من هذه النوعية لأنه لا يتحدث الى وسائل الاعلام كثيراً، وهذا لا يدل على ضعف في شخصيته بل لأنه لا يحبذ الحديث عن نفسه وانجازاته طوال الوقت لذلك علاقته ممتازة مع كافة المدربين وحتى الاجتماعية أيضاً وفي الوقت نفسه لا يحب ان يعامل بطريقة غير محترمة، لأن الرجل الجيد سيختفي تماماً ليظهر حدته. رئيس نادي ميلان سيلفيو بيرلسكوني علق على انتقال انشيلوتي الى تشلسي بالقول «لنرى كيف سيعمل تحت قيادة ابراموفيتش» وهو غمز من قناته حين اشار الى ان ميلان كان دائماً يُحضر اللاعبين الجاهزين، وخص بالذكر كل من الثلاثي البرازيلي ريفالدو الذي عانى الامرين من انشيلوتي ورحل ومن بعده رونالدو وأخيراً رونالدينيو. لعب انشيلوتي (49 عاماً) خلال مسيرته في الملاعب تحت رعاية احد اشهر المدربين في العالم وهو السويدي نيلز ليدهولم مع روما، ثم مع اريغو ساكي في ميلان، وبعد اعتزاله بدأ مسيرته التدريبية في الدرجة الأولى مع فريق بارما (1996-1998)، واعتمد خطة الاعتماد على ثلاثة مدافعين في الخلف فاحتل المركز الثاني في الدوري عام 1998، وفي الموسم نسه انتقل الى تدريب يوفنتوس، لكنه فشل في الفوز باللقب عامين متتاليين على رغم اقترابه منه كثيراً. ومع ميلان ضم احد افضل لاعبي الوسط بحسب رأيه اندريا بيرلو علما بانه عام 2002 كان في عداد الفريق الاحتياطي للفريق، والى جانب اعجاب انشيلوتي ببيرلو كان رئيس النادي بيرلسكوني من داعميه ايضاً على رغم وجود رباعي قوي في المقدمة، ومكون من الأوكراني اندريه شيفتسينكو والبرتغالي روي كوستا والبرازيلي ريفالدو والهولندي كلارينس سيدورف وكان جينارو غاتوزو (المحارب) وحيداً كلاعب وسط مدافع فكان الدفع ببيرلو لربط خطوط الفريق فوصل الى القمة بإحراز لقب كأس العالم عام 2006. الالم كان رفيق درب انشيلوتي خلال مسيرته كلاعب من بارما الى روما وصولاً الى ميلان، إذ اضطر الى الاعتزال بسبب اصابتين قويتين في الركبة لكن خلال سنواته الخمسة التي قضاها مع «الروسونيري» لعب الى جانب الثلاثي الهولندي الرهيب رود غوليت وماركو فان باستن وفرنك راييكارد فحصل على لقب الدوري مرتين ودوري أبطال أوروبا 1989 و1990. ويفتخر انشيلوتي ان نجوماً واساطير تدربت بين يديه كزين الدين زيدان وكاكا ورونالدو وهذا ما يعطيه القابلية للعمل مع المزيد من النجوم وفي الوقت نفسه ينتظر الكثيرون عن امكان اعطاء انشيلوتي الفرص للاعبين الشباب في تشلسي، وهو ما سيكون تحت مجهر مدير النادي بيتر كينيون.