استهدف قصف جوي إسرائيلي مستودع أسلحة ل «حزب الله» اللبناني قرب مطار دمشق الدولي. وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها إسرائيل مواقع عسكرية أو قوافل أسلحة أو مراكز أبحاث أو مطارات في سورية. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة فرانس برس: «استهدفت طائرات حربية إسرائيلية بصواريخ مستودعاً لحزب الله اللبناني قرب مطار دمشق الدولي». ويقع المطار على بعد 25 كيلومتراً جنوب شرقي العاصمة السورية. وأكدت مصادر متقاطعة ل «المرصد السوري» أن القصف جرى بواسطة صواريخ طائرات حربية كانت تحلق خارج الأجواء السورية، وتسبب في تدمير وأضرار في مكان سقوط الصواريخ. وذكر «المرصد» نقلاً عن شهود سماع صدى الانفجار في مدينة دمشق وضواحيها، وإندلاع النيران في المنطقة. وكان «المرصد» وثق في 26 حزيران (يونيو) الماضي مقتل عنصر من قوات النظام نتيجة استهداف طائرات إسرائيلية مواقع لقوات النظام في ريف القنيطرة. وذكرت قناة «الميادين» اللبنانية أن صاروخين أصابا منطقة قرب مطار دمشق فجر الجمعة في هجوم قالت إنه ربما من تنفيذ طائرات حربية إسرائيلية من خارج حدود سورية. ولم تذكر «الميادين» تفاصيل أخرى في النبأ العاجل. ورفضت ناطقة باسم الجيش الإسرائيلي التعليق وقالت: «لا نرد على مثل هذه التقارير». وتقول إسرائيل إنها قصفت قوافل الأسلحة المتجهة للجيش السوري وحليفه «حزب الله» نحو 100 مرة خلال الخمس سنوات الماضية. وقال الجيش السوري هذا الشهر إن إسرائيل شنت غارة جوية على موقع عسكري في محافظة حماة. وأفاد «المرصد السوري» بأن الهجوم الذي وقع هذا الشهر استهدف منشأة تابعة لمركز الدراسات والبحوث العلمية وهو الهيئة التي تقول الولاياتالمتحدة إنها تنتج الأسلحة الكيماوية السورية. وتنفي الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيماوية. وفي عام 2013 تعهدت بالتخلي عن أسلحتها الكيماوية وتؤكد أنها التزمت بذلك. ومنذ بدء النزاع في سورية في 2011، قصفت إسرائيل مرات عديدة أهدافاً سورية أو أخرى ل «حزب الله» في سورية، آخرها في السابع من أيلول (سبتمبر) حين طاول القصف موقعاً عسكرياً في غرب سورية يضم مركزاً للبحوث العلمية ومعسكر تدريب يستخدمه مقاتلون من «حزب الله» وإيرانيون يقاتلون إلى جانب القوات النظامية. وإضافة إلى مواقع عسكرية في عمق الأراضي السورية، استهدفت إسرائيل مراراً بالقصف الجوي أو المدفعي مواقع في هضبة الجولان. ولا تزال سورية وإسرائيل في حالة حرب. وتحتل إسرائيل منذ حزيران 1967 نحو 1200 كلم مربع من هضبة الجولان السورية وأعلنت ضمها في 1981 من دون أن يعترف المجتمع الدولي بذلك. ولا يزال نحو 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية. وخاض «حزب الله» بدوره حروباً عدة مع إسرائيل في جنوبلبنان. كما يشارك منذ عام 2013 في شكل علني في القتال إلى جانب قوات النظام وكان له دور كبير في ترجيح الكفة لمصلحتها. من جهة أخرى، ذكرت «شبكة الإعلام الحربي» التابعة ل «حزب الله» أن وسائط الدفاع الجوي السوري نجحت في إسقاط أحد الصواريخ الإسرائيلية المتجهة نحو مطار دمشق. ولم يصدر الجيش السوري أي بيان رسمي في هذا الشأن. وأوضحت «شبكة الإعلام الحربي» أن إسقاط الهدف تم بواسطة منظومة الدفاع الجوي المتوسطة المدى (Buk-M2)، إذ سقط حطام الصاروخ في ناحية الكسوة جنوبدمشق، وتحديداً في منطقة قريبة من بلدة الزريقية. في موازاة ذلك، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنه يبدو أن إطلاق الصواريخ تم من خارج الفضاء الجوي السوري. ورجحت أن يكون الهجوم استمراراً للإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى منع نقل أسلحة متطورة من إيران إلى «حزب الله». وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن إسرائيل استهدفت مستودعاً للأسلحة قرب مطار دمشق فجر اليوم. ورجحت صفحات تواصل اجتماعي أن تكون طائرة من دون طيار إسرائيلية وراء الهجوم الذي قيل أنه لم يؤد إلى أضرار كبيرة، إذ يواصل مطار دمشق عمله في شكل اعتيادي. ولم يتوافر حتى الآن أي تأكيد رسمي لوقوع القصف من قبل السلطات السورية أو إسرائيل أو «حزب الله». تجدر الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي لا يعلق، لا ينفي، ولا يؤكد الأنباء عن عملياته خارج حدود إسرائيل، لكن بعض المسؤولين العسكريين السابقين في إسرائيل خرجوا عن صمتهم بعد آخر غارة قيل أنها إسرائيلية واستهدفت منطقة مصياف في ريف حماة، إذ تحدثوا في شكل علني أنها دمرت مصنعاً لإنتاج صواريخ عالية الدقة.