أبلغ وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس مجلسَ العموم أن هناك تقارير موثوقاً بها عن استخدام نظام العقيد معمر القذافي الطائرات المروحية لقصف المدنيين في المواجهات الدائرة في ليبيا حالياً. وحذّر من أن هناك مخاطر واضحة أن يستمر النزاع الحالي لفترة طويلة. وقال إن على القذافي أن يوقف فوراً استخدام القوة ضد المدنيين وأن يسلّم السلطة من دون تأخير إلى حكومة تحترم تطلعات الشعب الليبي وتكون صاحبة تمثيل أكبر. وأوضح أن الحكومة البريطانية على اتصال بالمجلس الوطني الذي تشكل في شرق البلاد وأن المجلس رحّب بفكرة بدء مهمة للديبلوماسية البريطانية في ليبيا. وأكد أنه أعطى إذناً الأسبوع الماضي لإرسال «فريق ديبلوماسي صغير» إلى شرق ليبيا للاجتماع بالمعارضة وأن هذا الفريق ذهب بحماية بريطانية لكن «سوء تفاهم» أدى إلى اعتقال أفراد الفريق. وزاد أن الفريق سُحب من ليبيا على رغم تمكنه لاحقاً من لقاء رئيس المجلس الوطني مصطفى عبدالجليل. وشدد على أن بريطانيا سترسل فريقاً ديبلوماسياً جديداً «في الوقت المناسب». وفي بنغازي، أعلنت المعارضة الليبية الأحد أنها «رفضت» التحادث مع الفريق البريطاني. وقال الناطق باسم المجلس الوطني الليبي عبدالحفيظ غوقة «رفضنا التحدث معهم بسبب طريقة دخولهم إلى البلاد». وأضاف «لا نعرف طبيعة مهمتهم»، مؤكداً «نرحب بأي وفد من بريطانيا يأتي بطريقة رسمية قانونية وسنتحدث إليه ونرحب به والموضوع انتهى وأرسلنا أعضاء الوفد إلى بلادهم». وغادر الفريق البريطاني بنغازي متوجهاً إلى مالطا على متن الفرقاطة الملكية «اتش ام اس كمبرلاند». وقال هيغ إن الأمر يتعلق «بفريق ديبلوماسي صغير»، لكن غوقة قال إن «شخصاً واحداً فقط قال انه ديبلوماسي ومعه حراس يرافقونه». وحول ملابسات اعتقالهم، أوضح غوقة انه «تم إلقاء القبض على ثمانية أشخاص من جنسية إنكليزية بحسب جوازات سفرهم لأنهم دخلوا البلاد بطريقة غير شرعية ومن دون إذن». وأوضح انهم دخلوا ليبيا على متن مروحية هبطت في السلوق البلدة الصغيرة الواقعة جنوب غربي بنغازي. وأضاف «نحن دولة لها سيادة ومجال جوي ومياه إقليمية يجب احترامها، وقبض عليهم لأننا لم نكن نعلم ما إذا كانوا أعداء أم لا لكننا عاملناهم بطريقة إنسانية وحافظنا على سلامتهم». وقالت صحيفة «الغارديان» إن الفريق يضم ستة من أفراد القوات الخاصة ومسؤولين من جهاز الاستخبارات «ام آي 6». وأضافت انه أُسر قرب شركة الخضرا الزراعية على بعد 30 كلم جنوب غربي بنغازي. وانتقدت الصحف البريطانية الإثنين فشل «الفريق الديبلوماسي» الذي أرسلته لندن إلى ليبيا واعتبرته «إهانة» حقيقية. وعنونت «التايمز» المحافظة بعد «هذه المهمة الفاشلة» بريطانيا تشعر بالخجل. وكتبت أن «بريطانيا أهينت الليلة الماضية بإعلان التلفزيون الليبي» عن الاتصال الهاتفي بين السفير البريطاني وأحد قادة الثورة.