تسمح أنظمة كرة القدم في السعودية، بالتعاقد مع لاعبين أجانب، ومدرب أجنبي، ومساعديه، ومدلكيه، ومرافقيه، وبعض من «حمولته»، كما تتيح لاتحاد الكرة أن يتعاقد مع حكام أجانب بكراتهم وكروتهم وملابسهم، لكنها تمنع وتحظر على الأندية السعودية أن تتعاقد مع أي لاعب أجنبي في خانة حراسة المرمى، كما أفادني رئيس القسم الرياضي في «الحياة» الزميل منصور الجبرتي. وحاولت الفهم والاستفهام، لكن أشكل عليّ معرفة الهدف الحقيقي من القرار، وما الفرق بين السماح بلاعب أجنبي في أي خانة أخرى، وحظرها على الحراسة، هل هي قضية سعودة فنحيلها إلى وزارة العمل علها تعيد إحياء بعض قرارات سعودة مهن معينة أجهضتها «الطلبات» و«الفزعات» وإعلانات الصفحتين المتقابلتين، أم أنها قضية فكر وثقافة، إذ إن حراسة العرين في الملعب تقارب الفكر العسكري، ولا يمكن انخراط غير السعوديين فيها، أم لأن الأندية تبخس الحراس أجورهم، فعمد إلى منح السعوديين احتكار الخانة لرفع أسعارهم مع شح المعروض من المبرزين والدعيعين «نسبة إلى أسطورة الحراسة السعودية». ربما أسهم هذا القانون في تقاعس الحراس عن الإبداع، كون الوظائف مضمونة، كما يتقاعس موظفو كثير من القطاعات الخدمية الحكومية للسبب نفسه، و«يطنش» كثير من التجار ما يحدث حولهم في العالم ويحتكرون البضائع ويرفعون الأسعار، كما أن الاحتكار الذي نريده في بعض المهن والوظائف، ثقافة سائدة، تقابلها قوانين بائدة، تم إحياؤها صحافياً، ولا يزال تطبيقها في غرفة الإنعاش. الآن فهمت لِمَ يورث آل الدعيع هذه الخانة، وقبلهم كثير، وسيأتي من بعدهم أكثر، فالفكرة انني «بمسك الباب» الين تكبر يا ولدي وتجي «تمسكه»، و«المساكة» التي نعتمد عليها في نجاح الخطة هي أن النظام يمنع لعب غير السعوديين في هذه الخانة، وهي الخانة التي يمكن اللعب فيها لعقود، حيث لا يؤثر كبر السن فيها كثيراً مثل بقية اللاعبين الذين يحتاجون إلى اللياقة، ويبدأ بريقهم يخفت مع حلول الثلاثينات الهجرية، لأن حساب الأعمار بالتاريخ الميلادي يكسب المرء عاماً أو اثنين للوراء. بقي أن تضمّن وزارة العمل في قوائمها مهنة حارس مرمى ضمن المهن المحظورة، وتبدأ التأمينات الاجتماعية في قبول تسجيل اللاعب في هذه الخانة، ويمكن للأندية التي تتجه للخصخصة أن تعتبر حارس المرمى هو أول من سيحقق نسبة السعودة المطلوبة 5 في المئة سنوياً، على اعتبار أن الفرق غالباً تتكون من 11 لاعباً أساسياً والبقية احتياط وسنعتبرهم تسعة، ويا بختك من كنت في السعودة «تسعى». [email protected]