توصل متمرّدو "فارك" (القوات المسلحة الثورية الكولومبية) إلى اتفاق مع الحكومة للقضاء على تجارة المخدرات غير المشروعة، ودعوا أمس الجمعة في هافانا إلى وقف لإطلاق النار لمدة أسبوع، ما يمنح الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس دفعة سياسية في مساعيه لإعادة انتخابه. واتفق الجانبان على التعاون للقضاء على زراعة المخدرات وعلى حظر تعاطي المخدرات، كما وافقت فارك التي تحولت إلى زراعة نبات "الكوكا" لتمويل عملياتها، على المساعدة في إقناع المزارعين بزراعة محاصيل أخرى. وتعارض فارك القضاء على نبات "الكوكا" بواسطة المواد الكيماوية، لكنّها وعدت الحكومة باللجوء إلى رش الحقول كملاذ أخير فقط. ووصف كبير مفاوضي الحكومة اومبرتو دو لا كال الاتفاق ب"التاريخي" واحتفل بما وصفه ب"الحلم". ويتضمن وقف اطلاق النار المعلن من جانب واحد الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المقررة في 25 آيار (مايو) وتزامن إعلان تراجعت نسبة تأييد سانتوس في نتائج أحدث استطلاعين للرأي، أشارا إلى أن أوسكار إيفان زولواجا هو الأوفر حظّاً للفوز في انتخابات الرئاسة إذا أجريت جولة إعادة كما هو متوقّع في 15 حزيران (يونيو). ويراهن سانتوس بمستقبله السياسي على المحادثات مع المتمرّدين، في وقتٍ هدّد زولواجا بإنهائها. ويسجّل اتفاق أمس الجمعة بين الحكومة ومتمرّدو "فارك" خطوة إلى الأمام في عملية إنهاء صراع مستمر منذ العام 1964، وأدّى إلى مقتل أكثر من 200 ألف شخص.