أفادت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة بأن حملتها لانتزاع السيطرة على الرقة من تنظيم «داعش» باتت في «المراحل النهائية لحملة غضب الفرات»، وسط تقارير أن مقاتليها سيطروا على 90 في المئة من المدينة. وفي إطار هجوم مستمر منذ نحو أربعة أشهر في المدينة الواقعة في شمال سورية، يبدو «داعش» عاجزاً عن التصدي للضربات الجوية الكثيفة التي ينفذها «التحالف الدولي» بقيادة أميركية دعماً لعمليات «سورية الديموقراطية». وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن لوكالة «فرانس برس»، «نتيجة الضربات الجوية المكثفة للتحالف الدولي، انسحب تنظيم داعش خلال 48 ساعة من خمسة احياء على الأقل في المدينة لتصبح تسعين في المئة من مساحة المدينة تحت سيطرة قوات سورية الديموقراطية». وتقع هذه الأحياء في شمال المدينة، فيما «تقهقر من تبقى من عناصر التنظيم إلى حي الأمين ومركز المدينة والمجمع الحكومي وبعض المباني في وسط المدينة». وذكرت «سورية الديموقراطية» من ناحيتها في بيان أمس أنها فتحت جبهة جديدة ضد «داعش» على المشارف الشمالية للرقة ووصفت ذلك بأنه «جزء من ملامح الخطة العسكرية العامة لتحرير الرقة بأقل الخسائر ونعتبرها من تفاصيل المراحل النهائية لحملة غضب الفرات والتي شارفت على النهاية وآذنت بأفول نجم أحد أبرز التنظيمات الإرهابية في سورية». وزادت في البيان الموقع باسم غرفة عمليات «غضب الفرات» إنها بدأت في الأيام الخمسة الأخيرة «حملة مباغتة استهدفت تحصينات مرتزقة داعش في الجبهة الشمالية للمدينة». وقالت إن الهجوم أفقد مقاتلي التنظيم «مبادرة المناورة وبعثر قواهم». وأكدت الناطقة الرسمية باسم حملة «غضب الفرات» جيهان شيخ أحمد ل «فرانس برس» ان «الحملة مستمرة وستتواصل حتى تحقيق الأهداف». وأطلقت «قوات سورية الديموقراطية»، وهي تحالف لمقاتلين عرب وأكراد، عمليتها العسكرية ضد «داعش» بالرقة في حزيران (يونيو) بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة وقوات خاصة على الأرض. وكانت الرقة هي المعقل الرئيسي للتنظيم المتشدد في سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن «قوات سورية الديموقراطية» انتزعت السيطرة على أكثر من 90 في المئة من المدينة. وأضاف أن العقبة الرئيسية أمام القوات لا تزال الألغام الكثيرة في المنطقة، إضافة لوجود آلاف المدنيين المستخدمين كدروع بشرية من قبل التنظيم. ولم يعد التنظيم، وفق «المرصد»، وتحت كثافة الضربات الجوية للتحالف «قادراً على اسعاف جرحاه، ما دفع عناصره الى الانسحاب نحو مناطق في وسط المدينة يعتقدون انها آمنة حتى هذه اللحظة». وبحسب رامي عبدالرحمن، فإن السيطرة على الأحياء المتبقية لن تكون سهلة، نظراً الى «صعوبة التقدم واتمام عمليات تمشيط الأحياء المتبقية نتيجة كثافة الألغام التي زرعها داعش». كما أفاد ناشطون بأن «سورية الديموقراطية» باتت تسيطر على 90 في المئة من الرقة بعد إعلان سيطرتها على العديد من أحياء شمال وشرق وغرب المدينة، وسط تراجع كبير ل «داعش» إلى مركز المدينة. وذكر الناشطون أن «سورية الديموقراطية» سيطرت أيضاً على مطاحن الحبوب وأحياء الرميلة والروضة وتشرين والتوسعية والحرية، كما سيطرت على حيي البريد والنهضة، شمال وشمال شرقي وغرب المدينة، وسط تراجع التنظيم إلى مركز المدينة إذ تمركز في حي الأمين والمجمع الحكومي وبعض المباني وسط المدينة. وأضاف ناشطون نقلاً عن مصادر محلية أن التنظيم، وبعد مقتل المئات من عناصره خلال الأسابيع الماضية، لم يعد قادراً على الصمود لفترة أطول في مدينة الرقة نتيجة بدء نفاذ مخزونه من المعدات العسكرية والأسلحة والنقص المتزايد في المواد الغذائية المخزنة لديه. وتسببت المعارك الدائرة بين «سورية الديموقراطية» وعناصر «داعش»، فضلاً عن ضربات التحالف، بمقتل ما لا يقل عن 425 طفلاً وامرأة من نحو 1100 مدني قضوا منذ انطلاقة معركة المدينة الكبرى في حزيران الماضي. وأرسلت أميركا تعزيزات عسكرية إلى عناصر «سورية الديموقراطية» خلال الأيام الماضية. وشاهد مراسل «فرانس برس» الثلثاء في مدينة القامشلي (شمال شرق) قافلة محملة بعربات عسكرية أميركية الصنع وجرافات وأسلحة في طريقها الى قوات «سورية الديموقراطية» في الرقة.