وقعت نحو 50 دولة، في نيويورك أمس، معاهدة تحظّر السلاح النووي، تُعتبر سابقة لكنها رمزية، اذ تعارضها القوى النووية الكبرى في العام. وافتتح الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش احتفال التوقيع في مقرّ المنظمة الدولية، معتبراً ان المعاهدة تشكّل حجر زاوية في جهود نزع الاسلحة النووية، واستدرك ان هناك مزيداً من العمل لكي يتخلّص العالم من مخزونه البالغ 15 ألف رأس نووي. وقال: «يجب ان نواصل هذه الطريق الصعبة نحو القضاء على الترسانات النووية». وكان الرئيس البرازيلي ميشال تامر أول الموقّعين على المعاهدة التي اعتمدتها في تموز (يوليو) الماضي 122 دولة في الأممالمتحدة، بعد مفاوضات قادتها النمسا والبرازيل والمكسيك وجنوب أفريقيا ونيوزيلندا. وستُطبّق فور المصادقة عليها من الدول الخمسين. لكن الدول التسع التي تملك سلاحاً نووياً، وهي الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا والصين وفرنسا والهند وباكستان وكوريا الشمالية وإسرائيل، لم تشارك في المفاوضات. أتى التوقيع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تحدث خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، محذراً من أن الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان في شمال العراق «قد يثير صراعات جديدة» في المنطقة، مشدداً على وجوب «تجنّبها بأي ثمن». وحضّ حكومة الإقليم على «إلغاء الخطوات التي اتخذتها في ذلك الاتجاه»، معتبراً أن العراق «يحتاج للتوصل إلى تسوية على أساس وحدة أراضيه وسلامته، وأن يعي العراقيون أهمية بناء مستقبل مشترك». ونبّه الى أن «تجاهل الموقف الثابت لتركيا في هذا الصدد قد يؤدي الى مسار يحرم حكومة المنطقة الكردية في العراق حتى من الفرص التي تتمتع بها الآن»، داعياً الى «العمل للهدوء والسلام الأمن والاستقرار في المنطقة، بدل البحث عن نزاعات جديدة». واتهم أردوغان التنظيمات الكردية في سورية بممارسة «جرائم ضد الإنسانية»، من خلال «تغيير التركيبة السكانية في المناطق التي تسيطر عليها». ورأى أن المبادرة المشتركة لتركيا مع إيران وروسيا في اجتماعات آستانة «أحيت مسار جنيف، بعدما تعطل لوقت طويل»، وشدد على أن أنقرة «ستكون داعمة كل الخطوات لإعمار سورية مستقرة ومزدهرة، قائمة على أساس سلامة أراضيها ووحدتها واحترام التطلعات الديموقراطية لشعبها». وكان الرئيس الاميركي دونالد ترامب ألقى خطاباً تضمّن انتقادات عنيفة لطهران وبيونغيانغ، اذ اعتبر أن الاتفاق النووي المُبرم مع إيران «معيب»، ووصفها ب «دولة مارقة تزعزع الاستقرار» في الشرق الاوسط، عبر تصدير «العنف وحمام الدم والفوضى»، كما هدد كوريا الشمالية ب «تدمير كامل». وغطى أحدهم في القاعة وجهه بيديه، بعدما هدد ترامب الدولة الستالينية، فيما علّقت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت ولستروم: «كان الخطاب الخطأ في التوقيت الخطأ وأمام الجمهور الخطأ». لكن ترامب لم يتراجع، اذ كتب على موقع «تويتر» لاحقاً، مذكراً بما ورد في خطابه عن تدمير كوريا الشمالية. وبعد ساعات على خطاب ترامب، دعا وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الى تعديل الاتفاق النووي، اذ قال لشبكة «فوكس نيوز»: «نحتاج الى دعم، سواء من حلفائنا الاوروبيين او من آخرين، لنعلّل للايرانيين ايضاً أن الاتفاق يحتاج الى مراجعة». وأعرب عن قلق من بنود تحدّد موعداً لرفع قيود على البرنامج النووي الايراني تدريجاً، متحدثاً عن «اضخم ثغرة فاضحة» في النص، وزاد: «إذا كنا سنبقى في الاتفاق، فيجب إجراء تعديلات عليه. البنود التي تنتهي مدتها تلقائياً ليست طريقة معقولة لإحراز تقدّم. انه ليس اتفاقاً متيناً بما يكفي، ولا يُبطئ البرنامج في شكل كاف. يمكننا تقريباً البدء بعدّ عكسي للوقت الذي يصبح في إمكان (الايرانيين) فيه استئناف قدراتهم في مجال الاسلحة النووية». في المقابل، حذر الرئيس الايراني حسن روحاني الولاياتالمتحدة من «تبعات فقدان ثقة الدول فيها، اذا امتنعت عن احترام الالتزامات وداست الاتفاق». وسأل: «بعد سيناريو محتمل مشابه، أي بلد سيكون مستعداً للجلوس الى الطاولة مع الولاياتالمتحدة والتحدث عن القضايا الدولية؟ الرصيد الاكبر الذي يتمتع به أي بلد هو الثقة والصدقية». ولوّح باستئناف طهران نشاطاتها النووية «السلمية». ووصف مراقب خطاب ترامب ب «عاصفة تغريدات استمرت 42 دقيقة»، فيما وصفها آخر ب «خطاب محور الشر للرئيس جورج دبليو بوش مع منشطات». واستخدم الرئيس الأميركي في خطابه كلمة «سيادة» أو «سيادية» 21 مرة، والذي رأى مستشارون بارزون لترامب أنه يتسم بطابع «فلسفي عميق».