أعلن لاسينا زيربو، السكرتير التنفيذي لمنظمة حظر التجارب النووية (مقرها فيينا)، أنه يسعى الى الإفادة من ديناميكية أوجدها الاتفاق النووي الإيراني وقمة المناخ التي نُظمت في فرنسا، لتحديد إجراءات ثقة تنهي التجارب النووية، بما في ذلك في الشرق الأوسط. وقال خلال لقائه صحافيين في مقر الخارجية الفرنسية، أنه طلب من وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس درس تنظيم اجتماع عالمي، برعاية فرنسا، لتجاوز عراقيل حالت بعد 20 سنة على إبرام معاهدة حظر التجارب النووية، دون توقيع 3 دول عليها وعدم مصادقتها من 5 دول. وكانت الصين ومصر وإيران وإسرائيل والولاياتالمتحدة وقعت المعاهدة، لكنها لم تصادق عليها، بحيث تصبح ملزمة، فيما أن كوريا الشمالية والهند وباكستان لم توقع المعاهدة، ما يعرقل تطبيقها. زيربو الذي أجرى اتصالات في هذا الصدد مع وزيرَي الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير والصيني وانغ يي، ويلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في 12 الشهر الجاري، رأى أن المجال متاح، في موازاة الذكرى العشرين للمعاهدة، لتنظيم اجتماع للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ثم اجتماع للدول غير الموقعة على المعاهدة، من أجل التوصّل الى خطة عمل وإطار قانوني يتيح وقف التجارب النووية نهائياً في العالم. واعتبر أن الاتفاق النووي الإيراني يشكّل عنصراً مساعداً يجعل إسرائيل تصادق على المعاهدة، ما يشيع أجواء ثقة تطمئن جمهوريي الولاياتالمتحدة الذين يعارضون المصادقة عليها، ويمثلون الغالبية في الكونغرس الأميركي. ولفت الى أن مصادقة الولاياتالمتحدة على المعاهدة تشكّل أولوية بالنسبة الى الرئيس باراك أوباما، مستدركاً أن «يديه مغلولتان، إذ لا يملك غالبية في مجلس الشيوخ». وتابع زيربو أن الاتفاق النووي يشكّل حافزاً لإيران للمصادقة على المعاهدة، معتبراً أن التجربة النووية التي نفذتها بيونغيانغ أخيراً أعادت طرح الموضوع في شكل أكثر إلحاحاً. وزاد: «إذا اشترط الكوريون (الشماليون) الجلوس الى طاولة لنيل إقرار بأن دولتهم نووية، لمَ لا؟ لأن التأخير يدفعهم نحو مزيد من التجارب ويعزّز موقعهم بوصفهم دولة نووية». وأكد أن فابيوس تجاوب مع مسعاه وطلب من فريق عمله درس المسألة، إذ يعتبر أن المعاهدة أداة أساسية لنظام نزع التسلّح الدولي والحدّ من انتشار الأسلحة النووية.