تحت شعار حملته الانتخابية «لنعد أمريكا عظيمة مجددا» هدد المرشح الرئاسي عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب السبت الماضي إيران بشكل مباشر متوعدا بأنه سيؤدبها إن تولى الرئاسة كرد قاسٍ على مضايقاتها المستمرة للقطع البحرية الأمريكية في الخليج العربي، مضيفا بالنص: «عندما يطوقون مدمراتنا بقواربهم الصغيرة ويلوحون بإشارات يجب ألا يسمح لهم بها، فإنهم سيطردون من المياه بقوة السلاح»، وأوضح أن الإيرانيين يتلاعبون بالولايات المتحدة حاليا في تلميح إلى ضعف وهوان حكومة الديموقراطيين بقيادة أوباما. قبل هذا التهديد بيومين فقط وصف ترامب (عبر برنامج «القائد العام» الذي تبثه شبكة إن بي سي نيوز) إيران بدولة الاحتلال بسبب تدخلاتها السياسية والعسكرية في العراق. وفي منتصف الشهر الماضي أكد مرشح الجمهوريين المثير للجدل أنه لا يمكن الموافقة على اتفاق نووي مع دولة تموّل الإرهاب لزعزعة الشرق الأوسط مثل إيران، مشيرا إلى أن الأموال التي تلقتها طهران من حكومة الرئيس الديموقراطي باراك أوباما موّلت عمليات إرهابية. من الواضح أن مواقف ترامب السياسية تجاه التنظيم الإرهابي الحاكم في طهران عدائية بشكل كبير وتختلف كليا عن مواقف منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون التي تسعى للمحافظة على الاتفاق النووي مع الإيرانيين، وهذا ما يدفع عصابة خامنئي إلى تأييدها بشكل تام، وربما الدعاء لها بالفوز صباحا ومساء، إذ إن نجاح الجمهوريين أمر مرعب من شأنه تحويل الأحلام الإيرانية إلى كوابيس متتالية. لدى الإيرانيين بلاشك ما يمكن وصفه ب(الخطة ب) التي يعملون عليها لتخفيف نتائج فوز ترامب على بلادهم إن حدث ذلك، فهم واثقون تماما من أنه سيلغي الاتفاق النووي الذي منح برنامجهم التدميري «شرعية» لأول مرة في التاريخ، كما أنهم متأكدون من أن فوز الجمهوريين سيفرض عقوبات جديدة وقاسية عليهم من شأنها أن تعيدهم إلى مرحلة ما دون الصفر، وهنالك تقارير منشورة تؤكد أن طهران تسابق الزمن منذ أشهر لعقد أكبر كم ممكن من الصفقات التجارية مع الشركات الأمريكية والأوروبية، بما في ذلك شراء معدات عسكرية وطائرات وتوقيع عقود نفط، معتبرة أن ذلك سيشكل قيودا على العالم الغربي قد تمنعه من فرض عقوبات عليها إن فاز الجمهوريين بالبيت الأبيض. في المقابل يقف الخليجيون والعرب على الحياد من الانتخابات الأمريكية مع بعض القلق مما يشاع عن ميول ترامب العنصرية تجاه المسلمين، وهذا موقف يجدر بهم تجاوزه، فهم يعرفون جيدا أن المنطقة العربية تصبح أكثر أمانا واستقرارا عندما يجلس جمهوري على كرسي الرئاسة في واشنطن، وأن الديموقراطيين بشكل عام لا حليف لهم ولا مبدأ، وقد باعوا في عهد أوباما سورية والعراقلإيران بأبخس الأثمان وعانقوا الشيطان جهرا بتوقيع الاتفاق النووي معها، متناسين أنها الدولة التي يصنفها جيرانهم الجمهوريون ضمن دول محور الشر منذ عقود. [email protected]