أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن المملكة العربية السعودية شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، موضحاً في كلمة له خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء في قصر السلام بجدة أمس، أنه منذ تأسيس المملكة العربية السعودية على يدي الملك عبدالعزيز وملوكها يسخرون الإمكانات البشرية والمادية لخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين والزوار، وكل عام، منذ ذلك التاريخ، تواصل المملكة أعمال التطوير المستمر وفق منظومة متكاملة، بهدف مزيد من التيسير لضيوف الرحمن وسلامتهم، وستستمر في ذلك -بمشيئة الله وتوفيقه- انطلاقاً من شرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، التي تعتز بها المملكة ومواطنوها. ولفت إلى أن ما عبر عنه حجاج بيت الله الحرام والمسؤولون من دول مختلفة، من تقدير وامتنان لما تحقق من نجاح في موسم الحج هذا العام، الذي شهد زيادة في عدد الحجاج بلغت 26 في المئة، وعما وجده الحجاج من تسهيلات كبيرة وخدمات شاملة في النواحي الأمنية والصحية والتنظيمية، وخلو من الأمراض والأوبئة، يجسد الجهود المباركة، التي بذلها رئيس لجنة الحج العليا وأعضاؤها وأمراء المناطق ومسؤولو ومنسوبو القطاعات المدنية والعسكرية والأهلية كافة المشاركة في أعمال الحج. وأوضح وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد، في بيان بعد الجلسة أن مجلس الوزراء ثمّن توقيع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني تشانغ قاو لي، على محضر أعمال الدورة الثانية للجنة المشتركة رفيعة المستوى بين المملكة والصين، مؤكداً أن ما تم من توقيع مذكرات تفاهم ومشاريع تعاون مشتركة بين البلدين يجسد مستوى العلاقات بينهما، والدور المهم للجنة المشتركة رفيعة المستوى السعودية- الصينية، برئاسة ولي العهد ونائب رئيس مجلس الدولة الصيني، في تطوير التعاون المشترك وتعزيزه، منوهاً بالتوصيات الصادرة عن المؤتمر الدولي الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي بعنوان: «التواصل الحضاري بين الولاياتالمتحدة الأميركية والعالم الإسلامي» الذي اختتم أعماله في نيويورك. ودان المجلس ما يتعرض له المسلمون الروهينغا في بورما من مجازر إرهابية واعتداءات وحشية وإبادة جماعية، وتدمير ممنهج ومنظم لكثير من القرى والمنازل، ما يمثل صورة من أسوأ صور الإرهاب وحشية ودموية ضد الأقلية المسلمة. وجدد دعوات المملكة المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لوقف أعمال العنف، والعمل على وقف تلك الممارسات، وإعطاء الأقلية المسلمة في ميانمار حقوقها من دون تمييز أو تصنيف عرقي، مشيراً إلى أن المملكة من الدول التي ساندت قضية الروهينغا في المحافل الدولية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، كما قدمت لهم تبرعاً بقيمة 50 مليون دولار، عبر برامج التأهيل الصحية والتعليمية، فضلاً عن استضافتهم على أراضيها منذ 1948. ووجّه خادم الحرمين، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتخصيص 15 مليون دولار لمهجري الروهينغا الفارين من ميانمار جراء الإبادة والتعذيب. وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز عبدالله الربيعة، أن ذلك التوجيه يأتي امتداداً للمساعدات الإغاثية السابقة التي وجَّه بها خادم الحرمين. كما جدد المجلس إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للهجمات والتفجيرات والعمليات الإرهابية التي طاولت عدداً من الدول خلال الأيام الماضية، مشدداً على مواقف المملكة الثابتة المنددة بالإرهاب أياً كان مصدره، ووقوفها إلى جانب الدول كافة ضد الإرهاب والتطرف، وقدم عزاء المملكة ومواساتها لحكومات وشعوب تلك الدول، وتمنياتها للمصابين بالشفاء. وأشاد بقرار مجلس جامعة الدول العربية، في ختام أعمال دورته ال148 بتشكيل مجموعة وزارية مفتوحة العضوية، بهدف التحرك العاجل لمواجهة المخططات الإسرائيلية في القارة الأفريقية.