ألقت القاهرة بثقلها على القضية الفلسطينية، معتبرة أن تسويتها «تساهم في توفير الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط»، فالتقى الرئيس عبدالفتاح السيسي أول من أمس على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وبحث معه في إحياء عملية السلام، وعرض عليه «توفير الضمانات اللازمة لإنجاح التسوية»، بعد ساعات قليلة من اجتماعه بالرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وهو اللقاء الذي تطرق، إضافة إلى المفاوضات مع إسرائيل، إلى ملف المصالحة الفلسطينية الذي ترعاه مصر. وجاءت تلك اللقاءات قبل يومين من القمة المرتقبة بين السيسي والرئيس دونالد ترامب في نيويورك، والتي ستتطرق إلى التنسيق بين البلدين في ملف إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسط مساعٍ لجمع نتانياهو وعباس على الطاولة. وكان الرئيس المصري استقبل في مقر إقامته في نيويورك رئيس الوزراء الإسرائيلي، في حضور وزير الخارجية سامح شكري، ورئيس الاستخبارات خالد فوزي. وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن اللقاء شهد بحث «سبل إحياء عملية السلام وإنشاء دولة فلسطينية، مع توفير الضمانات اللازمة بما يسهم في إنجاح عملية التسوية بين الجانبين»، إذ أكد السيسي الأهمية التي توليها مصر لمساعي استئناف المفاوضات بهدف التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وفقاً لحل الدولتين والمرجعيات الدولية ذات الصلة. وثمن جهود إدارة ترامب في هذا الملف، مشيراً إلى ما ستساهم به التسوية النهائية والعادلة للقضية الفلسطينية في توفير واقع جديد في الشرق الأوسط تنعم فيه جميع شعوب المنطقة بالاستقرار والأمن والتنمية. ونقل الناطق باسم الرئاسة المصرية عن نتانياهو إعرابه عن تقديره لدور مصر المهم في الشرق الأوسط وجهودها في مكافحة الإرهاب وإرساء دعائم الاستقرار والسلام في المنطقة. وجاء اللقاء الأول المعلن بين السيسي ونتانياهو، بعد ساعات قليلة من استقبال الرئيس المصري نظيره الفلسطيني الذي أعرب خلال اللقاء عن تقديره وامتنانه لجهود مصر الصادقة ومساعيها المُقدرة التي أسهمت في تحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيداً بدور مصر التاريخي في دعم القضية وما يتميز به من ثبات واستمرارية. ونقل بيان رئاسي مصري عن «أبو مازن» أنه لفت إلى «الأجواء الإيجابية التي أصبحت تسود الساحة الفلسطينية عقب إعلان حركة حماس حل اللجنة الإدارية والترحيب بحكومة الوفاق الوطني لممارسة مهامها في قطاع غزة، وصولاً إلى إجراء الانتخابات العامة»، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية «عازمة على المضي قدماً في خطوات إنهاء الانقسام سعياً لتوحيد الشعب الفلسطيني وتمكينه من مواجهة التحديات المختلفة التي تواجه القضية الفلسطينية». وأكد السيسي خلال اللقاء أن القضية الفلسطينية «ستظل لها الأولوية في سياسة مصر الخارجية»، مؤكداً مواصلة مصر جهودها الحثيثة مع الأطراف الفلسطينية من أجل «رأب الصدع وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما يمكن حكومة الوفاق الوطني من الاضطلاع بمهماتها في كل الأراضي الفلسطينية». وذكر الناطق أن الرئيسيْن اتفقا خلال اللقاء على «مواصلة التشاور والتنسيق المكثف بينهما من أجل متابعة الخطوات المقبلة على صعيد توحيد الصف الفلسطيني، بما يسهم في تحقيق آمال الشعب الفلسطيني في إنهاء الانقسام وتمكينه من بناء دولته المستقلة وضمان مستقبل أفضل لأجياله المقبلة». وكان الرئيس المصري تطرق إلى ملف «القضية الفلسطينية» خلال لقائه في نيويورك مجموعة من الشخصيات المؤثرة في المجتمع الأميركي، وقيادات مراكز الأبحاث والمنظمات اليهودية، إذ أكد أن مصر بذلت على مدار الفترة الماضية جهوداً كبيرة مع الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة من أجل تقريب وجهات النظر ورأب الصدع الفلسطيني، سعياً إلى تحقيق المصالحة وعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، لافتاً إلى أن تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي «لا يمكن فرضه من الخارج، بل يجب أن ينبع عن قناعة وإرادة حقيقية من الجانبين. ونوه بأن ما تبذله مصر من جهود يأتي في إطار «توفير البيئة المواتية للتوصل إلى تسوية عادلة بين الجانبين».