ندد الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني بالسياسات القطرية التي قال إنها أوصلت بلاده إلى حافة الكارثة، جراء «السماح للحاقدين والدخلاء ببث سمومهم في كل اتجاه»، داعياً مواطنيه وأسرته إلى النهوض بأدوارهم لتطهير البلاد من الإرهاب، ورعاية قطر «من غدر الخائنين وتحصينها من كيد الخصوم». وقال الشيخ سلطان في بيان أصدره من مقر إقامته في باريس أمس: «كلي ثقة بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وقادة الدول الأخرى ومحبتهم لنا، وآمل من الأسرة الحاكمة والأعيان بالاستجابة لدعوة الاجتماع». يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه الحكومة البحرينية مساء أمس احتجاز قطر ثلاثة قوارب بحرينية على متنها 16 بحاراً، خلال اليومين الماضيين، ليرتفع بذلك عدد القوارب التي تحتجزها الدوحة إلى 15 قارباً، و20 بحاراً. وجاء في نص بيان الشيخ سلطان الذي وجَّهه إلى مواطنيه: «تعلمون جميعاً أن الوضع اليوم صعب، ولم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ، وأغلقوا دوننا كل باب بسبب أخطاء فادحة في حقهم، وممارسات ضد وجودهم، استغلها البعض باسمنا، ومن خلال أرضنا وأدواتنا، وهم أعداء وخصوم لنا، وبسبب سياسات الحكومة وتوجهاتها التي سمحت للدخلاء والحاقدين بالتغلغل في قطر، وبث سمومهم في كل اتجاه حتى أوصلونا إلى حافة الكارثة». (للمزيد). وقال: «إن دورنا اليوم التضامن لتطهير أرضنا منهم، والاستمرار في التنمية التي ترفع اسم قطر عالياً، وتزيد دورها الحضاري وقيمتها الإنسانية، وأن نكون صفاً واحداً، لتبقى بلادنا الحبيبة محصنة من الإرهاب وأهله، وبعيدة كل البُعد عن تنظيماته، فوالله إنني أخشى يوماً لا يذكر فيه القطري إلا وكان ارتباط الإرهاب به ثابتاً، وإنني أخشى يوماً تعافنا فيه كل البلاد، ويشك في توجهنا كل أحد، فضلاً عن قطيعتنا مع جيراننا وأهلنا». وأضاف: «أقيم اليوم في باريس، فمنذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل البقاء في أرض بدأ الأغراب يتدفقون عليها، ويجوبونها برائحة المستعمر، ويتدخلون في شأننا بدعوى حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نحن امتداد لهم وهم الحضن لنا جميعاً، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم». ووالله إنه يحزنني أن يكون الذكر في هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات المخربة بيننا، والتدخل في شؤون الآخرين، وتخريب استقرارهم وأمنهم، وكأن دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين، ومنبراً يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم. ولفت الشيخ سلطان إلى أن «أول من يهرب لو ضاقت بنا الدوائر (هم أولئك)، فلا يهمهم سوى الاستغلال والتلاعب، ولن يعنيهم شأننا فليس لهم جذر لدينا ولا أسرة ولا أهل، من دون ذكر كراهيتهم المتأصلة لأهل الخليج عموماً وليست قطر استثناءً، لكن من العار أن تكون مطية للأعداء، ومن ثم ضحية لهم، وأن يستخدموها سلاحاً يضربون به أهلها وعزوتها وتاريخها وكل وجودها». والشيخ سلطان ابن للشيخ سحيم أول وزير خارجية لقطر وسياسي مخضرم، أسهم في حل خلافات بين سورية والعراق أثناء حكم صدام حسين، وكانت له أدوار في حل الخلافات العربية - العربية أثناء عهده. وجاءت خطوة الشيخ سلطان تلبية لدعوة الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني، التي أطلقها أول من أمس، ودعا فيها إلى اجتماع العقلاء من أسرة آل ثاني والشعب القطري، لتصحيح مسار الحكم، وتجنيب البلاد مزيداً من الإجراءات، بفعل سياسة الدوحة الخاطئة، مؤكداً في حديث إلى قناة «العربية» في وقت لاحق أمس، إنه تلقى سيلاً من التجاوب من أسرة آل ثاني ومن الشعب القطري مع دعوته. عالمياً، أكدت شركة «سنابشات» للتواصل الاجتماعي أمس حذف قناة ديسكفر ببليشر، التابعة لقناة الجزيرة في السعودية، لخرقها القوانين المحلية. وقال متحدث باسم «سنابشات» في بيان ل«رويترز»: «نبذل جهداً لالتزام القوانين المحلية في الدول التي نعمل فيها»، وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت في وقت سابق أمس، خبر حذف القناة. من جهتها، قالت الحكومة القطرية أمس، إنها نفذت مبادرات وإجراءات عدة، خلال ثلاثة أشهر من المقاطعة، ومرور شهرين على توقيع مذكرة التفاهم الخاصة بمحاربة الإرهاب مع واشنطن، التي جاءت في خضم أزمة مقاطعة عدد من الدول، على رأسها السعودية والإمارات والبحرين ومصر للدوحة.