أكد الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أن الحكومة القطرية «ارتكبت أخطاء فادحة» سمحت للدخلاء والحاقدين ببث سمومهم في كل اتجاه، معتبراً أن الدوحة تعيش الآن على حافة «الكارثة». جاء ذلك في بيان تلفزيوني أصدره الشيخ سلطان أمس (الإثنين) وجَّهه إلى مواطنيه، أكد فيه أنه لم يسبق للخليجيين والعرب أن نبذوا قطر مثل نبذهم لها اليوم، وقال: «تعلمون جميعاً أن الوضع اليوم صعب، ولم يسبق لأهلنا في الخليج العربي وأشقائنا العرب أن نبذونا هذا النبذ، وأغلقوا دوننا كل باب، بسبب أخطاء فادحة في حقهم، وممارسات ضد وجودهم، استغلها البعض باسمنا، ومن خلال أرضنا وأدواتنا، وهم أعداء وخصوم لنا، وبسبب سياسات الحكومة وتوجهاتها التي سمحت للدخلاء والحاقدين بالتغلغل في قطر، وبث سمومهم في كل اتجاه حتى أوصلونا إلى حافة الكارثة». وقال: «إن دورنا اليوم التضامن لتطهير أرضنا منهم، والاستمرار في التنمية التي ترفع اسم قطر عالياً، وتزيد دورها الحضاري وقيمتها الإنسانية، وأن نكون صفاً واحداً، لتبقى بلادنا الحبيبة محصنة من الإرهاب وأهله، وبعيدة كل البُعد عن تنظيماته، فوالله إنني أخشى يوماً لا يذكر فيه القطري إلا وكان ارتباط «الإرهاب» به ثابتاً، وإنني أخشى يوماً تعافنا فيه كل البلاد، ويشك في توجهنا كل أحد، فضلاً عن قطيعتنا مع جيراننا وأهلنا». وأضاف: «أنا أقيم اليوم في باريس، فمنذ ظهور الأزمة لم أعد أحتمل البقاء في أرض بدأ الأغراب يتدفقون عليها، ويجوبونها برائحة المستعمر، ويتدخلون في شأننا بدعوى حمايتنا من أهلنا في السعودية ودول الخليج العربي، الذين نحن امتداد لهم وهم الحضن لنا جميعاً، بينما نحن أحفاد جدنا الهمام الشيخ جاسم ورجاله المخلصين الذين أسسوا هذا الكيان العظيم». ووالله إنني يحزنني أن يكون الذكر في هذه الأزمة كلها للتنظيمات الإرهابية واحتضانها وانتشار الجماعات المخربة بيننا، والتدخل في شؤون الآخرين، وتخريب استقرارهم وأمنهم، وكأن دوحتنا مجرد حاضنة لكل المفسدين والضالين، ومنبر يخدمهم وثروات تعمل من أجل مصالحهم. ولفت الشيخ سلطان إلى أن «أول من يهرب لو ضاقت بنا الدوائر «هم أولئك»، فلا يهمهم سوى الاستغلال والتلاعب، ولن يعنيهم شأننا، فليس لهم جذر لدينا ولا أسرة ولا أهل، من دون ذكر كراهيتهم المتأصلة لأهل الخليج عموماً، وليست قطر استثناءً، لكن من العار أن تكون مطية للأعداء، ثم ضحية لهم، وأن يستخدموها سلاحاً يضربون به أهلها وعزوتها وتاريخها وكل وجودها». وزاد: «إنني في هذا السياق أدعم كل دعوة للاجتماع، آملاً من جميع أفراد الأسرة الحاكمة والوجهاء والأعيان بالتفاعل معها، حتى نكون يداً واحدة وعيناً يقظة ترعى قطر من غدر الخائنين وتحصنها من كيد الحاقدين، وكلي ثقة بحكمة الملك سلمان وقادة الدول ومحبتهم المتأصلة لنا ووقوفهم إلى جانبنا، لعل الله يجعل منا صلة سلام تعيد الأمور إلى نصابها وتصحح كل خطأ، وتطرد كل الكوابيس التي أشغلت أهلنا وأحالت حياتهم إلى خوف مستديم وترقب مرير». يذكر أن الشيخ سحيم هو أول وزير خارجية لقطر، وسياسي مخضرم، أسهم في حل خلافات بين سورية والعراق أثناء حكم صدام حسين، وكانت له أدوار في حل الخلافات العربية - العربية أثناء عهده.