لم تمض أيام عدة على وفاة تسعة أشخاص في حوادث متفرقة على طريق العقير - العيون، الذي عرف ب«طريق الموت»، حتى أتى صباح أمس (السبت) بحادثة هي الثالثة خلال 10 أيام، إذ توفي ثلاثة أفراد وأصيب ثمانية، نتيجة تصادم مركبتين وجهاً لوجه. وتشير المصادر إلى أن الحادثة وقعت بين سيارتين من نوع هونداي - أكسنت، على متنها ثلاثة أفراد، والأخرى بها عائلة مكونة من سبعة أشخاص، ونتيجة قوة الاصطدام بينهما اشتعلت إحدى السيارتين، ونتج من الحادثة وفاة شخصين فوراً في الموقع، في حين توفي الثالث خلال نقله إلى المستشفى، كما نقل الهلال الأحمر سبع حالات، فيما نقلت الصحة حالتين، إذ باشر الحادثة عدد من فرق الهلال الأحمر السعودي ودوريات المرور وفرقة من الدفاع المدني والدوريات الأمنية. وأوضح المتحدث باسم المديرية العامة للشؤون الصحية بالأحساء عبدالرحمن السدراني أن غرفة العمليات بالمديرية تلقت أمس بلاغاً من هيئة الهلال الأحمر الساعة 3:51 صباحاً، يفيد بوجود بلاغ عن حادثة مرورية على طريق العقير، وعلى الفور تم رفع درجة الاستعداد في جميع مستشفيات المحافظة، وذلك بمشاركة الجهات المعنية، وإرسال ثماني سيارات إسعاف وفرق طبية إلى الموقع، مفيداً بأن الحادثة نتجت منها حالتا وفاة في الموقع، وثلاث أشخاص حالهم حرجة، توفي أحدهم قبل الوصول إلى المستشفى، وأربع حالات متوسطة وحالة واحدة مستقرة، مشيراً إلى أنه تم نقل المصابين إلى مستشفى الملك فهد ومستشفى الجفر ومستشفى الأمير سعود بن جلوي لتلقي العلاج. يذكر أن طريق العقير - العيون أقدم الطرق المؤدية إلى شاطئ العقير السياحي، ويعتبر المتنفس الوحيد لأهالي الأحساء سياحياً، وهو أقدم الموانئ على الخليج العربي، الذي ينتظر أن تقوم عدد من الجهات الحكومية بتطويره سياحياً وتنفيذ بعض المشاريع العملاقة، لجذب السياحة محلياً وإقليمياً. وكان نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد بن سلمان شدد على ضرورة إيجاد حلول سريعة لمشكلات الطرق في الشرقية، وتحديداً طريق العقير، الذي توالت فيه الحوادث بشكل متقارب ومستمر، ما أودى بأرواح كثيرة. كما طالب نائب أمير المنطقة الشرقية الأمير أحمد بن فهد، خلال اجتماعه أخيراً بمكتبه، الجهات المعنية بدرس زيادة المراكز الإسعافية على هذه الطرق، ودرس تأثير الشاحنات على سلامة حركة السير في الطريق، ووضع الحلول كافة، مع ضرورة إيقاع العقوبات النظامية المقررة على أصحاب المواشي والإبل في حال أثروا في سلامة سالكي الطرق وكانت مواشيهم أو إبلهم طرفاً في هذه الحوادث، سواء أكان ذلك في الليل أم النهار، مؤكداً ضرورة مراجعة خدمات الطريق ووسائل السلامة والإرشادات التوعوية، للحفاظ على أمن وسلامة سالكي الطرق، مع تسخير الإمكانات المتاحة للحد من الحوادث على الطرق، سواء بالتوعية، أم الضبط أم التطوير. وناشد الأهالي إيجاد حلول عاجلة، بعد بيان المتحدث باسم وزارة النقل، بعد حادثة السبت الماضي التي راح ضحيتها سبعة أشخاص، تلتها حادثة الأحد، التي راح ضحيتها شخصان في الأسبوع نفسه، مؤكدين أن طريق العقير - العيون يفتقد عوامل السلامة، مع كثرة وجود الجمال السائبة من دون حسيب أو رقيب، ولا حتى سياج حديدي يمنعها من العبث بأرواح المواطنين.