أعلن نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس، عن أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم، بنظام المنتج المستقل في موقع واحد بقدرة 700 ميغاوات، وبكلفة تصل إلى 14.2 بليون درهم (نحو 3 بلايين دولار)، وذلك ضمن المرحلة الرابعة في «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، ودعماً لأهداف «استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050». وأكد أن الإمارات «نجحت في بناء نموذج عالمي للاقتصاد الأخضر يعتمد على الاستدامة البيئية والطاقة النظيفة مدعومة بخطط عمل واضحة تساهم في ترسيخ أسس هذا النموذج وتطويره وفقاً لأرقى المعايير لتحقيق أعلى استفادة في هذا المجال، مع الاستثمار في تعزيز بنيته التحتية وبناء القدرات وتدريب الكفاءات الوطنية المتخصصة». وقال إن «تنفيذ أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم يؤكد ريادة الإمارات على الساحة العالمية في إنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة، ويعزز مكانتنا في صدارة الدول الأكثر تقدماً في هذا المجال»، مضيفاً: نحن ماضون في تنفيذ المشاريع التي تترجم توجهات التنمية الشاملة في دولتنا، وتدعم الأهداف الطموحة التي وضعناها للمستقبل وبدأنا في تنفيذها منذ اليوم». وكشفت «هيئة كهرباء ومياه دبي» عن ترسية عقد أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل في موقع واحد، والذي يأتي ضمن المرحلة الرابعة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، على تحالف يضم «أكوا باور» السعودية و «شنغهاي إلكتريك» الصينية، مع نجاحها في ضمان أقل سعر كلفة للطاقة بلغ 7.3 سنت أميركي للكيلووات / ساعة، ما يعد إنجازاً عالمياً جديداً في هذا المجال، في حين يجري العمل على توقيع اتفاق شراء الطاقة وإتمام ترتيبات التمويل للمشروع الذي سيتم تدشينه على مراحل بدءاً من الربع الأخير من عام 2020، ويشمل أعلى برج شمسي في العالم بارتفاع يصل إلى نحو 260 متراً. وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي للهيئة سعيد محمد الطاير، إن تلزيم «هذا المشروع الإستراتيجي يأتي انسجاماً مع رؤية الشيخ محمد بن راشد (...) في تعزيز الاستدامة وتحويل دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، من خلال استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 التي تهدف لتأمين 7 في المئة من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول 2020، و25 في المئة بحلول 2030، و75 في المئة بحلول 2050». ويعد «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» أكبر مشروع إستراتيجي لتوليد الطاقة المتجددة في موقع واحد في العالم وفقاً لنظام المنتج المستقل، إذ سيتم توليد 1000 ميغاوات بحلول عام 2020 و5000 ميغاوات بحلول عام 2030. وبدأت المرحلة الأولى من المشروع بقدرة 13 ميغاوات في 2013، باستخدام تقنية الألواح الكهرضوئية. وتم افتتاح المرحلة الثانية لإنتاج 200 ميغاوات من الكهرباء بتقنية الألواح الكهرضوئية في آذار (مارس) الماضي، على أن يتم تشغيل المرحلة الثالثة بقدرة 800 ميغاوات وبتقنية الألواح الكهروضوئية في عام 2020. وسيتم تشغيل المرحلة الرابعة من المشروع بتقنية الطاقة الشمسية المركزة وبقدرة 700 ميغاوات بدءاً من الربع الأخير من عام 2020. وتشمل «إستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050» خمسة مسارات رئيسة، هي البنية التحتية والبنية التشريعية والتمويل وبناء القدرات والكفاءات وتوظيف مزيج الطاقة الصديق للبيئة. وتندرج تحت مسار البنية التحتية مبادرات مثل «مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية» والذي يعد أكبر مولد للطاقة الشمسية على مستوى العالم من موقع واحد بطاقة تصل إلى 5000 ميغاواط بحلول عام 2030 وباستثمارات إجمالية تصل إلى 50 بليون درهم. كما تضم البنية التحتية مركز ابتكار شامل مبنياً بتقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد، ويضم مجموعة من مراكز البحوث والتطوير في مجالات الجيل المقبل من تكنولوجيا الطاقة النظيفة مثل مركز اختبارات تكنولوجيا الطاقة الشمسية، ومركز بحوث الطائرات من دون طيار، والطباعة الثلاثية الأبعاد ومركز اختبارات تحلية المياه باستخدام الطاقة الشمسية. كما تم اعتماد قيمة استثمارات تصل إلى 500 مليون درهم للبحث والتطوير في مجالات تكامل الشبكات الذكية وكفاءة الطاقة وإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية. ويتضمن مسار البنية التحتية كذلك، إنشاء منطقة حرة تحت اسم «منطقة دبي الخضراء» مخصصة لجذب مراكز البحوث والتطوير والشركات الناشئة في مجال الطاقة النظيفة.