أُنجزت الترتيبات المالية للمرحلة الثالثة من «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية» في دبي، والذي تبلغ قدرته 800 ميغاوات، وينفذه ائتلاف تقوده «شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل» (مصدر) بالشراكة مع «هيئة كهرباء ومياه دبي» ومجموعة «إي دي أف» عبر شركة «إي دي أف إنرجي نوفل» التابعة لها. ويشمل تطوير المحطة، التي تبلغ كلفتها 50 بليون درهم (14 بليون دولار)، ثلاث مراحل، من المزمع إنجاز الأولى بقدرة 200 ميغاوات بحلول العام المقبل، والثانية بقدرة 300 ميغاوات عام 2019، في حين تنتهي المرحلة الثالثة بقدرة 300 ميغاوات عام 2020. ووُضعت هيكلية تمويل متطورة ضمت 7 مؤسسات مالية، ويشارك في التمويل «بنك الاتحاد الوطني»، و«البنك الإسلامي للتنمية» و «الشركة العربية للاستثمارات البترولية» (أبيكورب)، ومن فرنسا مجموعة «ناتيكسيس» المصرفية و«سيمنس للخدمات المالية» من ألمانيا و«مصرف التنمية الكوري» و«هيئة تنمية الصادرات الكندية». وأكدت «مصدر» في بيان أن «مع توفر تمويل المرحلة الثالثة من المجمع، بات المشروع يحصل على تمويل متوافق مع الشريعة الإسلامية، وهو من أسرع القطاعات نمواً في السوق المالية العالمية». وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي ل«هيئة كهرباء ومياه دبي» سعيد محمد الطاير: «حظي مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية منذ الإعلان عنه باهتمام كبير من قطاع الأعمال والطاقة، وتلقينا عروضاً مهمة من جهات عالمية عدة، ما يعكس ثقة واهتمام المستثمرين الدوليين في مثل هذه المشاريع الكبيرة التي تتبناها وترعاها حكومة دبي، وذلك بفضل الأطر التنظيمية والتشريعية في الإمارة التي تشجع الشراكة بين القطاعين العام والخاص». وأضاف: «سجلنا رقماً عالمياً جديداً في مجال كلفة الطاقة الشمسية الكهرضوئية بعد حصولنا على أدنى سعر عالمي بلغ 2.99 دولار لكل كيلووات ساعة للمرحلة الثالثة من المجمع التي سيتم تشغليها عام 2020». ويساهم المجمع، الذي يعد أكبر مولد للطاقة الشمسية في العالم وفق نظام المنتج المستقل في موقع واحد، في تحقيق إستراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050. وستصل طاقته الإنتاجية إلى 5 آلاف ميغاوات بحلول عام 2030، كما سيساهم عند اكتماله في خفض أكثر من 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً، ما يدعم أهداف إمارة دبي في تعزيز الاستدامة. وقال الرئيس التنفيذي ل «مصدر» محمد جميل الرمحي: «عمليات إنشاء المرحلة الثالثة من مجمع الطاقة الشمسية في دبي تسير في شكل جيد وبحسب المخطط، وذلك بفضل المشاركة المباشرة من قبل هيئة كهرباء ومياه دبي وجهود التعاون من كل الشركاء الاستراتيجيين. ويمثل هذا المشروع نموذجاً للشراكات الناجحة بين القطاعين العام والخاص في مجال الطاقة المتجددة في دولة الإمارات والمنطقة والأسواق الدولية». وكانت مجموعة «إي دي أف» انضمت أخيراً من خلال شركة «إي دي أف إنرجي نوفل» التابعة لها إلى الائتلاف الذي تقوده «مصدر» كشريك في المشروع. وستكون محطة الطاقة الشمسية الكهرضوئية والتي تغطي مساحة 16 كيلومتراً مربعاً وتبلغ قدرتها الإنتاجية 800 ميغاوات الأكبر في العالم عند اكتمال عمليات التطوير، وستولد 2.5 مليون ميغاوات ساعة من الكهرباء سنوياً. وعلى عكس مصفوفات الطاقة الشمسية التقليدية، سيستخدم المشروع تكنولوجيا النظام الشمسي المتحرك القادر على تتبع دوران الشمس وبالتالي سيتم توليد الكهرباء بكفاءة أعلى مقارنة بالتكنولوجيات التقليدية.