أطلق نائب رئيس دولة الإمارات رئيس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أمس، مشروعاً لتوليد الطاقة الشمسية بهدف تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء، عبر مجمّع ضخم يشمل مركزاً عالمياً للبحث والتطوير في مجال الطاقة وجامعات متخصصة في هذا المجال. وأكد نائب رئيس المجلس الأعلى للطاقة في دبي سعيد الطاير في مؤتمر صحافي عُقد بعد حفلة إطلاق المشروع، أن كلفة المجمّع الذي يحمل اسم «مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية»، تصل إلى 12 بليون درهم ( نحو 3.2 بليون دولار)، ويأتي في إطار إستراتيجية دبي المتكاملة للطاقة 2030، التي تشمل خطة لتنويع مصادر الطاقة المتجدّدة بنسبة واحد في المئة بحلول عام 2020، وخمسة في المئة بحلول عام 2030، إذ من المقرّر أن تصل نسبة استخدام الطاقة المتجددة في مجال توليد الكهرباء إلى خمسة في المئة، و12 في المئة للطاقة النووية و12 في المئة للفحم النظيف، والنسبة المتبقية للغاز. وأشار الطاير إلى أن أهمية المشروع تكمن في انه الأول من نوعه من حيث القدرة الإنتاجية، وسيستخدم احدث التقنيات في الأسواق العالمية، ما يجعله يلعب دوراً مهماً في دعم خطط التنمية المستدامة والحفاظ على موارد الإمارة الطبيعية وحماية البيئة من التلوث. ولفت إلى أن إنتاج الطاقة الشمسية سيبدأ خلال الربع الأخير من العام المقبل، في حين ستشهد المرحلة الأولى توليد الطاقة بتقنية الألواح الكهروضوئية بطاقة إنتاجية تبلغ 10 ميغاوات، حتى تصل إلى 1000 ميغاوات عند إنجاز المشروع، الذي يمتد على مساحة 40 كيلومتراً مربعاً. ويتصدّر موضوع تنويع مصادر الطاقة أولويات الإمارات، إذ أطلقت العاصمة مشروع «مصدر» للطاقة النووية، ويشمل إستراتيجية إمارة دبي ضمان امن إمدادات الطاقة واستدامة مصادرها، بهدف تحقيق التنمية المستدامة وتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء. وتوقعت تقارير متخصصة أن يرتفع الطلب على الطاقة في الإمارات 71 في المئة حتى عام 2019، كما توقعت نمو الطلب على استهلاك الكهرباء من 68 تيراواط - ساعة خلال العام الماضي إلى 95 تيراواط - ساعة نهاية عام 2019. وكشف مسؤول في قطاع الكهرباء في دبي، أن الإمارة تعتزم أيضاً اللجوء إلى توليد الطاقة الكهربائية بالفحم لمواجهة الطلب المتزايد، خصوصاً في فصل الصيف، حين يرتفع الطلب بسبب استخدام المكيفات وتضطر الإمارة إلى شراء مزيد من الغاز الطبيعي من سوق عالمية تزداد شحاً. إلا أن مصادر أكدت أن دبي تملك ما يكفي من طاقة توليد الكهرباء وتحلية المياه للأعوام الخمسة المقبلة، علماً أن قدرتها على توليد الكهرباء بلغت العام الماضي نحو عشرة آلاف ميغاوات.