تذمرت معلمات من نقلهن إلى مدارس جديدة بعد عودتهن من إجازات الأمومة والاستثنائية والاضطرارية، مشيرات إلى أن نقلهن من مدارسهن الأصلية يؤثر في استقرارهن وأدائهن في العمل. وأكدت المعلمات في حديثهن إلى «الحياة» أن التعميم الصادر عن إدارة الخرج وينص على أحقية إدارة التعليم في توجيه المعلمة إلى مدارس جديدة بعد العودة من إجازات الأمومة الاستثنائية والاضطرارية (حصلت الحياة على نسخة منه) أضرهن وتسبب في عدم استقرارهن الوظيفي في مدارسهن. وأكدت مديرة مدرسة (فضلت عدم ذكر اسمها) أنه على رغم أن التعميم الصادر منذ 20 عاماً، لم يفعل ألا شهرين فقط بسبب تضرر الكثير من المعلمات، في الوقت الذي اقتصرت فيه أنواع الأجازات حينها على الاستثنائية، معبرة عن استغرابها من تصرف إدارة تعليم الخرج في تطبيقه في الوقت الحالي. فيما أشارت مديرة مدرسة أخرى، إلى أنها تفاجأت قبل مباشرة إحدى معلماتها بالمدرسة بخطاب من قسم شؤون المعلمات ينص على مطالبة المعلمة بمباشرة عملها في مدرسة أخرى من دون الرجوع إلى مديرة المدرسة، وقالت: «إذا كان شؤون المعلمات يبررون توجيه المعلمة إلى مدرسة أخرى بحجة حاجة المدرسة المنقولة لخدماتها، فلماذا لا يتم تفعيل ذلك التعميم وتطبيقه على المديرات والوكيلات والمرشدات الطلابيات»، لافته إلى أن اقتصار التعميم على المعلمة من إدارة التعليم، يعد ازدواجية تحرم المعلمة من الرجوع إلى مدرستها على رغم خدمتها لها أعوام طويلة. فيما أشارت إحدى المعلمات (فضلت عدم ذكر اسمها) إلى أن عملها في مدرستها أكثر من 15 عاماً لم يشفع لها، بل تم نقلها من دون الرجوع لها أو أخذ موافقتها. وفي سياق متصل، أكد مصدر مسؤول في مكتب الإشراف النسوي في تعليم الخرج في حديثه إلى «الحياة» أن التعميم واضح وصريح، وتم اعتماده وتطبيقه بناء على تعميم وزاري. وأضاف أن بنود التعميم تتجسد في تغيير توجيه المعلمة المجازة بعد عودتها إلى مدرسة أخرى، وتثبيتها على ملاكها، في حال تم تسديد العجز في مدرستها الأساسية بمعلمة أخرى، أما إذا استمرت حاجة مدرستها لها بعد عودتها فتبقى على ملاكها. وبرر المسؤول تطبيق التعميم في الوقت الحاضر بزيادة أعداد المعلمات مقارنة بقلة عدد المدارس في السابق بعكس الوضع حالياً. وحول الأضرار التي لحقت بالمعلمات من خلال التعميم، أكد أن من إيجابيات التعميم أنه يمنح المعلمة فرصة لتجديد أدائها والإبداع في عملها في مدرسة جديدة، خصوصاً بعض المعلمات القديمات اللاتي ما زال عطاؤهن غير متطور ويفتقرن للإنتاجية، فضلاً عن أن هذا التنظيم يحد من حماس المعلمات في التقدم للإجازات. وحول اقتصار تطبيق التعميم على المعلمة فقط من دون المديرة والوكيلة والموجهة والمرشدة على رغم أنه يشمل كل شاغلات الوظائف التعليمية، قال: «تصنيف وزارة التربية لمسمى «شاغلات الوظائف التعليمية» يقتصر على المعلمة والمرشدة فقط، ولا يشمل المديرة والوكيلة، في حين يقصد به في وزارة الخدمة المدنية كل من المعلمة والمديرة والوكيلة ومحضرة المختبر والمشرفة». بدورها حاولت «الحياة» الاتصال على مدير تعليم الخرج الدكتور زيد الجليفي للتعليق حول صدور التعميم وتضرر المعلمات، إلا أنه لم يتجاوب مع الاتصالات المتكررة. وعلى رغم أن لائحة العقوبات في القطاعات الحكومية كافة تتضمن بعض بنودها نقل الموظف الذي ارتكب مخالفات للأنظمة والقوانين إلى محافظة أخرى، إلا أن تعميم توجيه المعلمات الذي أصدرته وزارة التربية والتعليم أخيراً اعتمد نقل ملاك المعلمة إلى مدارس جديدة، وتوجيه معلمات مجازات إلى مدارس أخرى بعد انتهاء مدة إجازتهن، سواء كانت الإجازة خاصة برعاية المولود، أو استثنائية، أو دراسية، ما أثار استياؤهن واعتبرنه يؤثر سلبا في استقرارهن الوظيفي والأسري.