أعلنت الأممالمتحدة أمس (الجمعة) أن ميليشيا موالية للجيش النيجيري تدعى باسم «قوة المهام المشتركة المدنية» تقاتل «بوكو حرام» تعهدت التوقف عن استخدام الأطفال في عملياتها الأمنية. وأفادت «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (اليونيسيف) في بيان أن الميليشيا وافقت على خطة عمل جديدة تم توقيعها في مايدوغوري، كبرى مدن ولاية بورنو في شمال شرقي البلاد. وذكر تقرير الأممالمتحدة السنوي بخصوص الأطفال والأزمات المسلحة، الصادر في ايار (مايو) الماضي، أن 228 طفلاً بعضهم بعمر التاسعة يعملون لصالح قوات «المهام المشتركة المدنية». وهؤلاء الصغار يشتركون في عمليات الاستطلاع والدوريات الليلية والسيطرة على الحشود ونقاط التفتيش. وقال ممثل اليونيسيف في نيجيريا محمد فال «شاهدنا الطفولة المدمرة لدى الكثيرين بسبب الأزمة في شمال شرقي نيجيريا»، مضيفاً أن «اتفاق اليوم هو حدث مهم لحماية الأطفال ويمهد الطريق لمستقبل أفضل للاطفال المتضررين في الأزمة». وادى تمرد «بوكو حرام» المستمر منذ حوالى ثماني سنوات الى مقتل حوالى 20 الف شخص ونزوح 2.6 مليون آخرين وازمة انسانية كبرى. وبحسب الاممالمتحدة، فان حوالى مليوني شخص يعانون من سوء تغذية حاد، فيما يحتاج 6.9 مليون الى مساعدة انسانية في شمال شرقي نيجيريا. وتطال الازمة الأطفال خصوصا، إذ تنتشر عمليات الخطف والتجنيد الإجباري لآلاف منهم، بالإضافة للهجمات على مدارس تطبق «مناهج التعليم الغربية» التي تزدريها الحركة المتطرفة. وأوضحت «يونيسيف» أن «بوكو حرام» استخدمت 83 طفلاً انتحارياً في شمال شرقي البلاد منذ بداية العام الحالي، ما يماثل أربعة أضعاف العدد المستخدم العام الماضي. واستخدم التنظيم المتطرف 55 فتاة، غالبيتهن تقل اعمارهن عن 15 عاماً، و27 فتى، ورضيع كانت فتاة تحتضنه. وفي شأن أخر، أفادت القوات المسلحة النيجيرية أمس بأن جماعة شنت حملة لانفصال جزء من جنوب شرقي البلاد عرفت من قبل باسم «بيافرا»، صنفت باعتبارها «منظمة إرهابية». وقال الناطق باسم القوات المسلحة جون إنينشي في بيان «تود القوات المسلحة النيجيرية أن تؤكد للمواطنين أن جماعة أبناء بيافرا الأصليين منظمة إرهابية متشددة بناء على تحليل دوافعها ونواياها وتخطيطها». ولم يتسن الوصول لناطق باسم الجماعة للتعليق. وجاءت الخطوة بعد أيام من التوتر اتهم فيها أفراد من الجماعة الجيش بفرض حصار على منزل زعيمهم وهو ما نفاه الجيش. وفرض حظر للتجول في ولاية أبيا التي تضم مسكن زعيم الجماعة. وكثفت جماعة «أبناء بيافرا الأصليين» من دعواتها للانفصال منذ الإفراج عن زعيمهم ننامدي كانو بكفالة في نيسان (أبريل) الماضي، بعد اعتقاله لمدة حوالى عامين بتهمتي التآمر الإجرامي والانتماء لجماعة غير قانونية. وتعتمل النزعة الانفصالية في جنوب شرقي نيجيريا منذ أدخلت حركة «بيافرا» الانفصالية البلاد في حرب أهلية استمرت من العام 1967 إلى 1970 وقتل فيها حوالى مليون شخص.