أحبطت وكالة أمن الدولة النيجيرية اليوم (الأربعاء) خططاً لجماعة «بوكو حرام» المتشددة لمهاجمة السفارتين البريطانية والأميركية في العاصمة أبوجا. وقالت الوكالة في بيان «دبرت الجماعة خططاً محكمة لمهاجمة السفارتين البريطانية والأميركية ومصالح غربية أخرى في أبوجا»، موضحة أن «شخصاً اعتقل في 22 آذار (مارس) الماضي للاشتباه في انتمائه إلى الجماعة في ولاية يوبي شمال شرقي البلاد اعترف بتفاصيل المخطط. وألقت السلطات القبض على خمسة أشخاص يشتبه بأنهم أعضاء في الجماعة المتطرفة في ولاية بينو وسط نيجيريا في 25 و26 آذار (مارس) الماضي. وبدأ تمرد «بوكو حرام» قبل ثمانية أعوام من دون بوادر تذكر على نهايته وأودى بحياة أكثر من 20 ألف شخص. وباتت الحركة معروفة على مستوى العالم بعد خطف أكثر من 200 فتاة من بلدة تشيبوك في شمال شرقي نيجيريا في العام 2014. وصادف يوم الجمعة الماضي مرور ثلاثة أعوام على تلك الواقعة. وذكرت «منظمة الأممالمتحدة للطفولة» (يونيسيف) اليوم أن وتيرة استخدام متشددي الجماعة للأطفال في تنفيذ التفجيرات الانتحارية زادت في العام 2017. وقالت المنظمة في بيان إنه في الدول التي تقاتل فيها «بوكو حرام» في منطقة بحيرة تشاد، وهي نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد، استخدمت الجماعة المسلحة 27 طفلاً في هجمات انتحارية في الشهور الثلاثة الأولى من العام. وأضافت «يونيسيف» أنه كان هناك تسع حالات في نفس الفترة من العام الماضي وأنه جرى استخدام 30 طفلاً في تنفيذ تفجيرات طوال العام 2016. وكان معظمهم فتيات. وتابعت إن «بوكو حرام» خطفت آلاف الأشخاص وإنهم كثيرا ما تعرضوا للاغتصاب أو أجبروا على تنفيذ هجمات انتحارية أو على مساعدة المتشددين في القتال أو الزواج من مقاتلين. وأوضحت المديرة الإقليمية ل«يونيسيف» لغرب ووسط أفريقيا ماري بيير بويريه أن «هؤلاء الأطفال ضحايا لا جناة». وتابعت «إجبارهم أو خداعهم لارتكاب مثل هذه الأعمال المروعة أمر غير مقبول». وجاء في تقرير «يونيسيف» أن فتاة عمرها 16 عاماً من تشاد فقدت ساقيها بعد تخديرها وإجبار «بوكو حرام» لها على المشاركة في محاولة هجوم انتحاري على سوق مزدحم. وعلى رغم نجاة الفتاة فإن أسرتها رفضت إعادتها إليها في بادئ الأمر «خوفاً من الوصمة». وغالباً ما تحتجز السلطات الأطفال الذين يفرون من الحركة أو تنبذهم مجتمعاتهم وأسرهم. وأبلغت ناطقة باسم المنظمة الدولية أن حوالى 370 طفلاً لا يزالون قيد الاحتجاز بعدما أطلق الجيش النيجيري الإثنين سراح 593 شخصاً بينهم أطفال عقب تبرئتهم من وجود صلات لهم ب«بوكو حرام». وقالت يونيسيف في تقريرها «رفض المجتمع لهؤلاء الأطفال وإحساسهم بالعزلة واليأس قد يجعلهم أكثر تقبلا لوعود الشهادة من خلال قبول المهمات الخطرة والدامية». ويشكل الأطفال ما يصل إلى 1.3 مليون فرد من بين 2.3 مليون شخص شردهم النزاع. وتابعت المنظمة أن الاستجابة للأزمة «لا تزال تعاني من نقص شديد في التمويل ما يؤثر على الجهود الرامية إلى توفير الدعم المتعلق بالصحة النفسية والاجتماعية ولم شمل الأسر وإتاحة التعليم والمياه الآمنة والخدمات الطبية». ولم تحصل المنظمة العام الماضي سوى على حوالى 40 في المئة من مبلغ 154 مليون دولار ناشدت جمعها. وتقول الأممالمتحدة إنها تحتاج إلى مساعدات إنسانية تبلغ قيمتها 1.5 بليون دولار لمنطقة بحيرة تشاد هذا العام ولكن الدول تعهدت بمبلغ 457 مليون دولار فقط بحلول أواخر شباط (فبراير) الماضي.