تلقت «إدارة الطيران والفضاء الأميركية» (ناسا) آخر إشارة من مركبتها الفضائية «كاسيني» اليوم (الجمعة) لتنهي مهمة رائدة إلى كوكب زحل استمرت 13 عاماً باندفاع أشبه بالنيزك في المجال الجوي للكوكب، بعدما ظلت ترسل بيانات حتى اللحظة الأخيرة. وقالت «ناسا» إن «كاسيني»، وهي أول مركبة فضاء تدور في فلك زحل، أنهت مهمتها في الساعة 11:55 بتوقيت غرينيتش بعد قليل من فقد الاتصال بالأرض مع انغماسها في المجال الجوي للكوكب بسرعة 113 ألف كيلومتر في الساعة. وأضافت «ناسا» في تغريدة على «تويتر» «مركبتنا الفضائية دخلت المجال الجوي لزحل وتلقينا آخر رسائلها». واستقبل مسؤولو «ناسا» بالهتاف والعناق والدموع نهاية ملحمة «كاسيني» التي انطلقت في العام 1997 واستغرقت سبع سنين في رحلتها إلى زحل. ومن المتوقع أن تشمل الرسائل الأخيرة من «كاسيني» بيانات فريدة من الطبقة العليا للغلاف الجوي للكوكب على ارتفاع حوالى 1915 كيلومتراً فوق سحب زحل. واحتاجت البيانات 86 دقيقة للوصول إلى أجهزة استقبال «ناسا» في كانبيرا في أستراليا. وأنهى الهبوط الأخير ل «كاسيني» في غلاف زحل مهمة منحت العلماء موقعاً متميزاً في مراقبة سادس الكواكب إلى الشمس. وشملت اكتشافات المركبة تغيرات موسمية في زحل ونمطاً سداسي الشكل في قطبه الشمالي وتشابه قمره «تيتان» مع الأرض في بداية تشكلها. واكتشف «كاسيني» أيضاً محيطاً كبيراً على ظهر القمر «إنسيليدس» عليه طبقة خفيفة من الجليد. وأصبح «إنسيليدس» قضية رائدة في عمليات البحث عن أماكن قابلة للحياة خارج كوكب الأرض. وجمعت المركبة 450 ألف صورة وبيانات حجمها 635 غيغابايت منذ بداية دورانها حول زحل وأقماره المعروفة، وعددها 62 ، في تموز (يوليو) 2004. و«كاسيني» مشروع مشترك بين «ناسا» و«وكالة الفضاء الأوروبية« و«وكالة الفضاء الإيطالية»، وانطلقت إلى الفضاء في تشرين الأول (أكتوبر) 1997 من كيب كنافيرال في فلوريدا.