أكد المتحدث الرسمي باسم المعارضة القطرية خالد الهيل، أن مؤتمر «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي» يهدف إلى إبراز حقائق الأمور التي تشهدها قطر، وإلى إفساح المجال للتعبير عنها في ظل سياسة تكتيم الأفواه التي يمارسها النظام القطري. وأوضح في كلمة له خلال المؤتمر الذي بدأ أعماله في جنوبلندن أمس (الخميس)، بمشاركة عدد من صانعي القرار من الساسة في العالم، وأكاديميين ومواطنين قطريين، لمناقشة أوضاع الديموقراطية وحقوق الإنسان والحريات ومكافحة الإرهاب في قطر، أن المعارضة القطرية تمثل صوتاً لا يسمعه العالم، وأن «نظام الدوحة هو نظام بوليسي قمعي بلا هوادة». وقال الهيل في كلمته: «لا أبالغُ عندما أقول إننا اليوم نصنع التاريخ، حيث نجتمع نحن أبناء قطر الأوفياء، بصحبة نخبة من الخبراء والسياسيين والحضور الكرام، لنطرح على العالم آمالنا وتطلعاتنا بمستقبل زاهر لأرض أجدادنا وأسلافنا العظام». وأضاف «أنه من المحزن لأي قطري أبيّ أن يرى بلاده اليوم مكروهة من جيرانها وأشقائها، ومنبوذة من العالم أجمع بسبب السياسات الخرقاء التي يطبقها نظامها الحاكم، ولهذا السبب بادرتُ لتمويل هذا المؤتمر، ودعونا عدداً مقدراً من القادة السياسيين والخبراء لنشرع في حوار بنّاء يستهدف إيجاد الحلول العقلانية». وقال: «قبل نحو عقد من الزمن أطلقتُ مع مجموعة خيّرة من أبناء وطني الحركة الشبابية لإنقاذ قطر بغرض التصدي لنظام لا يعرف، رغم الوعود المتعددة، الاحترام لحقوق الإنسان أو القانون أو حرية الإعلام أو الممارسة الديمقراطية والانتخابية، فكل هذه أحلام مؤجلة في عُرف النظام، والذي لم يتورع عن مخالفة كل الشرائع والدساتير والأخلاق الإنسانية في تعامله مع أصحاب الأصوات الحرة والآراء الشريفة، فسجن وعذّب النشطاء والصحافيين والأدباء، وحرم الآلاف من أبناء الوطن الأصيلين من جنسياتهم لأسباب متوهمة، ولكن القائمة لا تقف هنا، فتمتد كثيراً للأسف الشديد». وشدد الهيل في كلمته على أن «الطريق إلى التغيير الذي ينشده الشعب القطري الحر ليس مفروشاً بالورود، لكنني أمثُلُ أمامكم، قطرياً حر الرأي والكلمة، وغيري الكثير، لنمثل الصوت الذي لا يسمعه العالم، صوت الشعب القطري، والذي ينادي بالحرية والعيش الإنساني، ويناهض الدولة البوليسية القمعية بلا هوادة». ولفت إلى أن المؤتمر «لا يسعى إلى استدرار العواطف، أو ابتزاز المشاعر بالأكاذيب والتدليس كما يفعل النظام القطري، بل نعرض عليكم الحقائق مجردة، ونطرح أمامكم البيانات والأرقام التي لا تعرف الكذب، للمشاركة في استكشاف الصورة الحقيقية التي يحاول النظام القطري جاهداً تجميلها تارة، وإخفاءها تارة أخرى، ومن ثم تتكامل رؤانا لنشرع في رحلة جادة للتغيير الذي يحلم ويعمل من أجله الشعب القطري العظيم». مسؤولو «مؤتمر لندن» ل«الحياة»: تعرضنا لضغوط كبيرة لإفشاله كشفت الهيئة المنظمة لمؤتمر «قطر في منظور الأمن والاستقرار الدولي» الذي انطلق في العاصمة البريطانية أمس (الخميس) بمشاركة عدد من صانعي القرار من الساسة في العالم وأكاديميين ومواطنين قطريين، عن تعرضهم ل«ضغوط من نظام الدوحة بغرض إفشال المؤتمر». وأكدت في اتصال مع «الحياة» أمس (الخميس) أن «برنامج المؤتمر أحيط بالسرية التامة قبل الانطلاق، بخاصة بعد قيام السلطات القطرية بالتضييق علينا والسعي بكل السبل إلى تخريب المؤتمر وإفشاله»، لافتة إلى أن «الضغوط لم تطاول منظمي المؤتمر بل تجاوزتهم نحو الضغط على عدد من أعضاء في البرلمان البريطاني لمقاطعة فعاليات المؤتمر». وكان المؤتمر ناقش محاور عدة أمس أهمها: «قطر: الإسلام السياسي ودعم الإرهاب»، و«العلاقة بين قطر وإيران: مصدر رئيس لعدم الاستقرار الإقليمي»، إضافة إلى ورقة حول «الدور الغائب: تطلعات قطر للنفوذ العالمي في مقابل الديموقراطية وحقوق الإنسان»، إذ تطرق المتحدثون إلى مخالفات القوانين الدولية لحقوق الإنسان بتسليط الضوء على ملف تنظيم كأس العالم 2022. وتضمنت محاور المؤتمر: «قناة الجزيرة صوت الإعلام الحر أم بوق الإرهاب»، و«الدائرة المفرغة: الاقتصاد والجيوسياسة وأمن الطاقة الدولية». وأعلنت الهيئة المنظمة للمؤتمر أمس عن قيامها بنشر سلسلة من البحوث الأكاديمية الحصرية تتناول مختلف القضايا في قطر سيتم توزيعها خلال المؤتمر وسيتاح لجميع الحضور بعد انتهاء المؤتمر الحصول على نسخ منها عبر الموقع الإلكتروني للمؤتمر www.qataraffairs.com. وأشارت إلى أن حلقات المؤتمر النقاشية تدور حول خمسة محاور هي: قطر: الإسلام السياسي ودعم الإرهاب، والعلاقة بين قطر وإيران: مصدر رئيس لعدم الاستقرار الإقليمي، والدور الغائب: تطلعات قطر للنفوذ العالمي في مقابل الديموقراطية وحقوق الإنسان، والجزيرة: صوت الإعلام الحر أم بوق الإرهاب؟، إضافة إلى محور أخير بعنوان الدائرة المفرغة: الاقتصاد والجيوسياسة وأمن الطاقة الدولية. وأوضحت الهيئة أن المؤتمر يعد الأول من نوعه، ويُنظمه رجل الأعمال المعارض القطري خالد الهيل، بالتعاون مع مجموعة من المعارضين القطريين الحريصين على إيجاد حل منطقي للأزمة الحالية، وعلى استقرار وأمن بلادهم في المستقبل.