أجرى مبعوث الرئيس الأميركي وسفراء كل من بريطانياوفرنسا وألمانيا ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش محادثات مع مسعود بارزاني في أربيل، لإيجاد مخرج للأزمة. واتهمت مراجع شيعية في النجف أمس البعض باستغلال أحداث معقدة لتنفيذ مخطط التقسيم المعد للعراق والمنطقة. وفي ظل التوتر المتصاعد والاتهامات المتبادلة بين أربيل وبغداد ومخاوف من نشوب صدام في المناطق المتنازع عليها وأبرزها كركوك بسبب الاستفتاء المزمع في 25 من الجاري، يبذل مبعوث الرئيس الأميركي للتحالف الدولي بريت ماكغورك على رأس وفد أميركي رفيع المستوى جهوداً حثيثة لحمل الأكراد على تأجيل الخطوة. والتقى بقيادات «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني وحركة «التغيير» ورئيس الحكومة نيجيرفان البارزاني، في وقت تفيد المصادر بأن هناك خيارين للخروج من الأزمة هما «انعقاد جلسة البرلمان الكردي المعطل منذ سنتين، وعودة كتلة حركة التغيير للتصويت على قرار التأجيل»، أو «إجراء استفتاء شكلي في المحافظات الكردية من دون المناطق المتنازع عليها»، في وقت أكدت «التغيير» عقب اجتماع لها أمس أنها «لم تقرر بعد حضور الجلسة، في انتظار نتائج لقاء ماكغورك ورئيس الإقليم مسعود بارزاني، وسنعلن عن موقفنا النهائي يوم غد (اليوم)». وأجرى مبعوث الرئيس الأميركي وسفراء كل من بريطانياوفرنسا وألمانيا ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة يان كوبيتش محادثات مع بارزاني في أربيل، لإيجاد مخرج للأزمة. وقال القيادي في «التغيير» هوشيار عمر، عقب اجتماع الوفد الأميركي مع قيادة الحركة للصحافيين، إن «ماكغورك قال انه جاء من واشنطن ليوضح لجميع الأطراف السياسية بأن واشنطن 100 في المئة ليست مع تنظيم الاستفتاء، وأنهم بحثوا مع بغداد مسألة الاستفتاء ومستعدون لبناء إطار للعلاقات بين الإقليم وبغداد وتحويل هذه المسألة إلى مجلس الأمن ومناقشتها الأسبوع المقبل في نيويورك». وأضاف: «كما أكد أنهم سيشكلون مع فرنساوبريطانيا فريقاً في بغداد لحل جميع المشكلات والأزمات بين الإقليم وبغداد مع ضمانات»، وكشف أن «ماكغورك دعا إلى تأجيل الاستفتاء عبر برلمان الإقليم». وذكر كوسرت رسول نائب رئيس الإقليم القيادي في «حزب الاتحاد الوطني» بقيادة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، بعد لقائه ماكغورك أن «اللقاء تناول رؤى ومقترحات جديدة حول الاستفتاء وضمان الحقوق الديموقراطية والقانونية والاقتصادية للشعب الكردي». وأعلنت رئاسة الإقليم أمس أن «الرئيس مسعود بارزاني تسلم مقترحاً بديلاً عن الاستفتاء من قبل دول كبرى ووعد بالرد عليه في أقرب فرصة بعد مشاورة القيادات السياسية في الإقليم». ولم تبين الرئاسة طبيعة المشروع البديل. وتظاهر أمس المئات من المواطنين العرب في ناحية جلولاء المتنازع عليها وفي مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، للتعبير عن رفضهم لتنظيم الاستفتاء الكردي في الحدود الإدارية للمحافظة، عقب إعلان الأكراد «عدم الالتزام» بقرار رفض البرلمان العراقي ومجلس ديالى لشمول تلك المناطق بالاستفتاء. وحذر أربعة من مراجع الشيعة في النجف في بيان أمس حمل توقيع: الشيخ جواد الخالصي، الشيخ قاسم الطائي، الشيخ فاضل البديري وأبو الحسن حميد المقدس الغريفي، وأشاروا إلى أنه «بعد نهاية مرحلة الاحتلال وما خلف من الفتن والحروب الطائفية والتكفيرية يسعى البعض إلى استغلال هذه الأحداث المعقدة إلى تنفيذ مخطط التقسيم المعد للعراق والمنطقة، وذلك من خلال الدعوة إلى ما يسمى بالاستفتاء في الشمال من دون النظر إلى العواقب الوخيمة لهذه الممارسات على العراق وشعبه وعلى أشقائنا في كردستان العراق، ونحن نرفض هذه الممارسات الفردية»، ودعوا إلى «فتح صفحة جديدة في علاقات الأخاء والمواطنة تحفظ للجميع حقوقهم». في واشنطن، أعلنت الناطقة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناروت في مؤتمر صحافي أن بلادها «لا تدعم الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان»، وطالبت بغداد وأربيل «مواصلة الحوار لحل الخلافات»، وذكرت أن «العراقيين قدموا الكثير من التضحيات في مواجهة تنظيم داعش ويجب أن يظل التركيز على هذا الشأن». وبالتزامن أبدت وزارة الخارجية التركية في بيان ترحيبها «بقرار البرلمان العراقي الرافض للاستفتاء، وأن أنقرة تدعم هذا الموقف بقوة، وأن إصرار إدارة الإقليم على عدم التراجع، على رغم دعوات تركيا والمجتمع الدولي لإلغائه، أمر يدعو للقلق، ولن يكون من دون ثمن، وعلى الإقليم التصرف بحكمة». وحض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مؤتمر صحافي في مقر الأممالمتحدة، بغداد وأربيل على «اعتماد الحوار في حل الخلافات والقضايا العالقة بينهما، فالعراق يمر بمرحلة حساسة جداً، وهو إلى الآن لم يحرر أراضيه كاملة من قبضة تنظيم داعش».