رفض رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس، طلباً من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، ب «تأجيل موقت» لاستفتاء انفصال الإقليم المقرر في 25 من الشهر الجاري، فيما لاحت بوادر توتر في شأن الاستفتاء عندما أقدم عشرات المتظاهرين العرب على إنزال العلم الكردي وسط تجمع للأكراد في ناحية مندلي الواقعة ضمن المناطق المتنازع عليها في محافظة ديالى (للمزيد). وقررت قيادتا الحزبين «الديموقراطي» بزعامة بارزاني و «الاتحاد الوطني» بزعامة جلال طالباني عقب اجتماع أمس، تفعيل عمل برلمان الإقليم المعطل منذ نحو عامين بسبب الأزمة السياسية، في خطوة تمهّد لتشريع قانون خاص بالاستفتاء على رغم مقاطعة حركة «التغيير» التي كانت تتولى رئاسة البرلمان قبل إقصائها من جانب «الديموقراطي». وقال بيان لرئاسة الإقليم إن بارزاني «رفض طلب الأمين العام للجامعة تأجيل الاستفتاء، خلال اجتماع في أربيل»، مؤكداً أن «القرار ليس فردياً، ولا يمكن تأجيله بسهولة». ونقل البيان عن أبو الغيط دعوته إلى «منح العراق وإقليم كردستان فرصة أخرى للعيش في شراكة ضمن دولة واحدة»، معرباً عن «قلقه حيال الاستفتاء»، وحض أبو الغيط على «تأجيل الاستفتاء فترة موقتة، على أن يتم في وقت لاحق تحت إشراف المجتمع الدولي وعبر حوار مباشر ومستمر مع بغداد». وأشاد بارزاني في بيان بمواقف أهالي السليمانية التي كانت واضحة، وأثبتوا «أنها مدينة التضحية والفداء، وأتوجه إليكم بالشكر من صميم قلبي باسمي وباسم شعب كردستان»، في إشارة إلى الاحتفال الذي أقامته مجموعة «حراك» تحت اسم «لا للاستفتاء» لكنه لم يحظ بحضور جماهيري. وقال رئيس «حراك» شاسوار عبدالواحد، في كلمة خلال الاحتفال المخصص لإعلان انطلاق الحملة الدعائية الرافضة الاستفتاء، إن «ثورتنا وكفاحنا المدني الفعلي سيبدآن بعد يوم التصويت». وأضاف أن «أحزاب السلطة سعت خلال ربع قرن إلى مصادرة قرار الشعب، وكانت تتصور أنها ستصادر إرادته عبر تجويعه كي يفقد الثقة بنفسه وفق برنامج سياسي، وعاشت على حساب حقوقه بترف كبير»، واتهم القوى الحاكمة «بمحاربة حراك كل مؤسسات الإقليم». وفي محافظة ديالى، ظهرت أمس أولى بوادر التوتر عندما أقدم عشرات المتظاهرين العرب بإنزال العلم الكردي وسط تجمع للأكراد في ناحية مندلي شرق المحافظة، والواقعة ضمن المناطق المتنازع عليها. ونظم المتظاهرون اعتصاماً مفتوحاً للمطالبة «بإلغاء قرار شمول الناحية في الاستفتاء، وإقالة مدير ناحيتها ورئيس مجلسها المحلي»، وفق ما أعلن مصدر كردي، متهماً «محافظ ديالى بمنح مدير الناحية إجازة إجبارية بتهمة ارتكابه خروقات متكررة لمصلحة الاستفتاء». واتهمت القوى السياسية الكردية خلال مؤتمر صحافي عقدته في خانقين عقب اجتماع طارئ «مجموعة من البعثيين السابقين بالوقوف وراء إنزال العلم»، وحذّرت من أن «تكرار مثل هذه الأفعال قد يؤدي إلى رد فعل شعبي كردي غاضب لن تتحمل مسؤوليته. ووجهت النائب عن «ائتلاف دولة القانون» عالية نصيف انتقادات لاذعة إلى «الرموز السياسية السنية» و «مواقف الدول العربية الخجولة» من الاستفتاء، قائلة إن «هؤلاء (القادة السنة) الذين يدعون أنهم عروبيون يلتزمون الصمت اليوم تجاه استفتاء بارزاني، في مجاملة مفضوحة وواضحة».