حضت تركيا أمس كردستان العراق على إلغاء الاستفتاء حول استقلاله، وحذر الناطق باسم الرئيس رجب طيب أردوغان من أن هذا الاستفتاء سيؤدي إلى «عزل أربيل». وقال الناطق إبراهيم كالين في مؤتمر صحافي في أنقرة: «نتوقع من سلطات كردستان العراق في أربيل أن تتراجع عن هذا القرار السيء من دون تأخير». وأضاف كالين أن إجراء الاستفتاء «سيعزز عزلتهم لأنه، كما تلاحظون، ليس هناك بلد واحد باستثناء إسرائيل يدعم تنظيم هذا الاستفتاء حول الاستقلال». وسينظم الاستفتاء في 25 أيلول (سبتمبر) الجاري في الإقليم العراقي الذي يتمتع منذ 1991 بحكم ذاتي توسع بمرور الزمن. وتعارض أنقرة التي تواجه تمرداً كردياً في مناطقها الجنوبية الشرقية، بشدة تنظيم الاستفتاء. وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان، «إن إصرار (قادة كردستان) على تنظيم هذا الاستفتاء على رغم كل النصائح الودية، سيكون له ثمن»، داعية أربيل إلى التخلي عن هذه «المقاربة الخاطئة». وزار وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في آب (أغسطس) العاصمة العراقيةبغداد كما زار أربيل، وقال إن الاستفتاء المقرر حول استقلال الإقليم «خطأ»، مؤكداً دعم بلاده ل «الوحدة العراقية ووحدة العراق في شكل كامل». وأشادت الخارجية التركية في بيانها بتصويت البرلمان العراقي الثلثاء ضد الاستفتاء. وسيصدر برلمان كردستان الذي لم يجتمع منذ أكثر من عامين الجمعة موقفه من الاستفتاء الذي أعلنه رئيس الإقليم مسعود بارزاني في حزيران (يونيو) 2017. وقال مسؤولون أكراد عراقيون إن فوز ال «نعم» في الاستفتاء لن تؤدي إلى الإعلان فوراً عن استقلال كردستان لكنها ستتيح لهم أن يبدأوا مفاوضات جديدة من موقع قوة مع السلطات المركزية في بغداد. ومن شأن معارضة تركيا لاستقلال كردستان العراق أن تهدد إمكان قيام دولة كردية قابلة للاستمرار. ويحصل إقليم كردستان العراق على موارده الرئيسية من تصدير النفط عبر خط أنابيب موصول بميناء جيهان التركي. وسئل الناطق باسم أردوغان أمس عن احتمال فرض عقوبات اقتصادية تركية في حال إجراء الاستفتاء، فأكد أن تنظيمه ستكون له «تداعيات بالتأكيد».