كشفت مصادر فلسطينية موثوقة ل «الحياة» أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر توجيهاته إلى المسؤولين المصريين «للإسراع في تأهيل معبر رفح الحدودي وفتحه في أسرع وقت ممكن». كما أكدت أن مصر قدمت إلى قادة «حماس» الموجودين في القاهرة عرضاً لإطلاق عملية المفاوضات غير المباشرة لتبادل الأسرى مع إسرائيل، وقالت إن مصر عرضت على قادة الحركة «صيغة توافقية» تمهد لإنجاز صفقة التبادل المحتملة برعاية الاستخبارات العامة المصرية. وكان رئيس مكتب حماس في القطاع يحيى السنوار أبلغ مصر خلال اجتماعاته مع المسؤولين المصريين في حزيران (يونيو) الماضي أن الحركة تشترط إطلاق 56 من الأسرى المحررين في «صفقة شاليت» عام 2011 الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم، قبل الإدلاء بأي معلومات إن كان الأسرى الإسرائيليون لدى الحركة أحياء أم أمواتاً. وتسعى إسرائيل لمعرفة إن كان الجنديان آرون شاؤول وهدار غولدن اللذان أسرتهما الحركة خلال العدوان على القطاع صيف 2014 أحياء أم أمواتاً. وقالت المصادر إن مصر عرضت على «حماس» أن تُسلمها إسرائيل جثامين 39 شهيداً فلسطينياً احتجزتها خلال عدوان 2014، من بينهم 19 عنصراً من «كتائب القسام»، الذراع العسكرية للحركة، في مقابل الكشف عن مصير آرون وغولدن، على أن يتم إطلاق المحررين السابقين المعتقلين حالياً لدى إسرائيل. وأضافت المصادر أن «حماس تدرس العرض، ولم تقدم رداً حوله حتى الآن». إلى ذلك، قالت المصادر إن رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصرية اللواء خالد فوزي أبلغ رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية والوفد المرافق له أثناء الاجتماعات الأخيرة في القاهرة، بتوجيهات السيسي «بإعادة تأهيل المعبر بسرعة كي يتسنى فتحه يومين كل أسبوع أو أسبوعين على أبعد تقدير لتخفيف الأزمة الإنسانية عن مليوني فلسطيني في قطاع غزة، مع مراعاة الأوضاع الأمنية في شبه جزيرة سيناء». وتعد توجيهات السيسي لوفد «حماس»، الذي يزور القاهرة منذ السبت الماضي ويضم عدداً كبيراً من أعضاء المكتب السياسي للحركة من بينهم رئيس المكتب في القطاع يحيى السنوار ونائبه خليل الحية، ونائب القائد العام ل «كتائب القسام» مروان عيسى، مؤشراً إلى نجاح الزيارة والتفاهمات مع مصر، والتي توصل إليها السنوار في حزيران (يونيو) الماضي. كما تأتي في وقت تسير التفاهمات مع القيادي المفصول من حركة «فتح» النائب محمد دحلان جنباً إلى جنب وفي خط مواز مع التفاهمات بين مصر و «حماس». وقالت المصادر إن «توجيهات السيسي جاءت على رغم تكثيف تنظيم ولاية سيناء (فرع تنظيم داعش في مصر) هجماته ضد الجيش وأجهزة الأمن المصرية، والتي باتت القاهرة مقتنعة بأنها تستهدف، من ضمن أشياء أخرى، ضرب حماس في القطاع». وأوضحت أن القاهرة «متمسكة بالتفاهمات مع حماس، وبتفاهمات الأخيرة مع دحلان، كونها تخدم التوجهات الأمنية المصرية التي تعتبر القطاع جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري»، فضلاً عن «الأسباب الإنسانية وتخفيف حدة الفقر والبطالة في القطاع نظراً لأن التفاهمات مع دحلان ستخلق فرص عمل من خلال إنشاء مشاريع تنموية». وأشارت إلى أن «حماس مرتاحة تماماً لما تم التوصل إليه في القاهرة خلال جولات المحادثات الإيجابية جداً المتتالية خلال الأشهر الثلاثة الماضية، خصوصاً الجولة الحالية، وأن ما حصلت عليه فاق توقعاتها». من جهة أخرى، عينت «حماس» عضو المكتب السياسي في الحركة روحي مشتهى، المقرب من السنوار، ممثلاً للحركة في القاهرة حيث سيعمل كقناة اتصال مباشرة وسريعة بين «حماس» ومصر.