توقع الرئيس التنفيذي لشركة «بي بي» بوب دادلي أمس، أن تستقر أسعار النفط بين 50 و60 دولاراً للبرميل في وقت تنخفض تخمة المخزون العالمي بعد اتفاق بين «أوبك» ومنتجين آخرين على تقليص الإنتاج. وقال في مقابلة مع وكالة «رويترز» «يستغرق الأمر دائماً بعض الوقت كي ينخفض المخزون. لكن على صعيد اتفاق أوبك والمنتجين غير الأعضاء في المنظمة، ونظراً إلى كل ما نراه، هناك التزام واسع ومستويات المخزون تنخفض. لا نتوقع ارتفاعاً في الأسعار ولا انخفاضاً كبيراً. لذا نحاول جميعاً تلمس طريقنا في هذا العالم بين 50 و60 دولاراً وأتوقع أن يستمر ذلك». واستقرت أسعار النفط أمس، متمسكة بالمكاسب التي حققتها في الآونة الأخيرة بعد أن توقعت وكالة الطاقة الدولية زيادة الطلب العالمي على الخام. وارتفع خام القياس العالمي مزيج «برنت» 20 سنتاً إلى 55.36 دولار للبرميل بعد أن زاد 89 سنتاً، أو ما يعادل 1.6 في المئة أول من أمس. وزاد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 25 سنتاً إلى 49.55 دولار للبرميل بعد ارتفاعه 2.2 في المئة في الجلسة السابقة. وارتفع «برنت» أكثر من عشرة دولارات خلال الأشهر الثلاثة السابقة، وهو قرب مستويات سجلها في مطلع السنة، ليتم تداوله بين نحو 55 و57 دولاراً للبرميل. وقال المحلل لدى «بتروماتريكس» لاستشارات أسواق الطاقة في سويسرا وليفر جاكوب: «بتخطيه 55 دولاراً للبرميل، يتجه «برنت» مجدداً صوب نطاق السعر الذي كان يتحرك فيه خلال أول شهرين من السنة». وجاءت المكاسب التي حققها النفط أول من أمس، بعد تقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية رفع توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذه السنة إلى 1.6 مليون برميل يومياً من 1.5 مليون. وأعلنت الوكالة أن الفائض العالمي من النفط بدأ في التقلص بفعل نمو أقوى من المتوقع للطلب من أوروبا وأميركا في، وقت تنخفض إمدادات منظمة البلدان المصدرة للبترول ومنتجين غير أعضاء في المنظمة. وجاءت المكاسب التي حققها النفط هذا الأسبوع، على رغم بيانات تشير إلى زيادة كبيرة في مخزون النفط الأميركي بعد الإعصار «هارفي». وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ارتفاع مخزون الخام الأميركي الأسبوع الماضي بمقدار 5.9 مليون برميل، بما يتجاوز التوقعات. من جهة أخرى، وقعت شركة «بي بي» البريطانية العملاقة أمس، عقداً مع آذربيجان لتمديد اتفاقها لتقاسم الإنتاج الخاص بأكبر حقول نفط في البلد حتى 2050. ومن المقرر أن ينتهي الاتفاق الحالي في 2024. واتفق كونسورتيوم تقوده مع شركة الطاقة الحكومية الأذرية «سوكار»، على مواصلة تطوير حقول «أذري- شيراج- جونيشلي» البحرية العملاقة، وهي الأكبر في القطاع الآذري بحوض بحر قزوين. وبموجب العقد الجديد، ستحصل الحكومة الأذرية على علاوة استثنائية بقيمة 3.6 بليون دولار من الكونسورتيوم. وزادت «سوكار» حصتها بموجب العقد الجديد إلى 25 في المئة من 11.65 في المئة، في حين انخفضت حصة «بي بي» إلى 30.37 في المئة من 35.8 في المئة. وستظل «بي بي» تتولى تشغيل الحقول. وتم خفض حصص الشركات الأخرى في الكونسورتيوم أيضاً. وقال الرئيس إلهام علييف إن احتياطيات النفط المتبقية في حقول أذري - شيراج - جونيشلي تبلغ 500 مليون طن. وبلغ إجمالي إنتاج النفط منها 14 مليون طن في النصف الأول من السنة، انخفاضاً من 16 مليون طن قبل سنة. وفي الهند، أظهرت بيانات أن الهند استوردت 335 ألفاً و400 برميل من النفط يومياً من إيران في آب (أغسطس)، وهو أقل مستوى منذ شباط (فبراير) 2016 ويعادل انخفاضاً بنحو 42 في المئة. وأظهرت البيانات أن واردات النفط الإيراني انخفضت في آب 19.2 في المئة، مقارنة بتموز (يوليو)، إذ تخفض ثالث أكبر دولة مستوردة للنفط في العالم وارداتها من النفط الإيراني رداً على قرار إيران منح عقد حقل غاز ضخم لشركة روسية. وما زال العراق أكبر مورد نفط للهند للشهر الخامس على التوالي قبل السعودية، بينما تقدمت فنزويلا لتصبح في المركز الثالث وأزاحت نيجيريا إلى المركز الخامس، في حين احتفظت إيران بالمركز الرابع. في سياق متصل، أشار دادلي إلى أن «ظهر» المصري للغاز الذي تديره «إيني» الإيطالية في طريقه لبدء الإنتاج في كانون الأول (ديسمبر).